رسالة مفتوحة إلى ابليس…شارع أبي لهب – جهنّم السفلى
نشرت
قبل سنتين
في
لا أعرف يا ابليس بماذا سأخاطبك في رسالتي هذه؟ هل سأقول سيدي وأنت لست كذلك…وهل سأناديك بالشيطان وأنت اليوم أقرب إلى “الملائكة الأخيار” مقارنة بمن نراه ممن اغويتهم ونعيش معهم في زماننا هذا…احترت يا صديقي وأنت لست بصديقي لكن والحال كما هي عليه وكما اعلمك زبانيتك فانت أصبحت أقرب إلينا ممن خلناهم من الملائكة الأخيار…فقد نأتمنك أكثر ممن هم اليوم بيننا…ولا نعرف هل هم من نسلك ام من نسلنا المرتدّ…يا أبا مرّة…
أتدري يا لعين أن اسلحتك ما عادت تنفع أمام أسلحة الدمار الشامل التي يستعملها البشر اليوم…أتدري يا أبا مرّة أن اليوم لنا ألف مسيلمة…ولنا أخطر من الأسود بن كعب العنسي …أتدري يا ابليس أن طليحة بن خويلد الأسدي عاد إلى الحياة ويسهر كل ليلة حتى ساعة متأخرة يخطب في البعض ويسلب عقول البعض ويلعب لعبة “البوكر” مع بعض أعيان البلاد ولا غرابة إن وجدته مرشحا لمجلس تشريعي في دائرة من دوائر دول شما افريقية…، أتدري يا ابليس ان نسلك أصبح يرتع دون الحاجة إلى تأشيرة دخول في شمال افريقية وبعض دول الشرق، أظنّهم فاقوك كيدا ووسوسة…
أتصدقني حين أقول لك ان أبا جهل عمرو بن هشام بن المغيرة أقام بيننا منذ اثنتي عشرة سنة وهو اليوم من الوجهاء وكبار القوم وله من الاتباع والانصار، وهم لا يصومون ولا يصلون ولا يعبدون الله الا أحيانا متى استدعتهم الحاجة السياسية وبعض الأمراض إلى ذلك…أتدري يا لعين أننا اليوم في حاجة إلى أكثر من جيش عكرمة بن ابي جهل، أو جيش شرحبيل بن حسنة ليردع من فاقوك طغيانا فالقوم اليوم أخطر من قوم بني حنيفة واليمامة وعكرمة حين ارتدوا عن الإسلام…
أتدري أيها الطاغوت أن عبد الله بن سعد بن أبي سرح أصبح من العلماء الكبار وينشط في السياسة ويجوب البلاد طولا وعرضا، حشدا لانتخابات دخول قبة برلمانها وله من الأنصار ما لم يكن حولك من نسلك اللعين … ولا غرابة إن شاهدته في احدى الامسيات على احدى قنوات شمال افريقية التلفزية وقد يصبح غدا أحد “كرونيكاراتها” أو ما يصطلح على تسميته بمحلل سياسي …ألم يبلغك جماعتك أن مسيلمة بن ثمامة حبيب الحنفي والمُكنى بمسيلمة الكذاب عاد إلى الحياة ويقطن شمال افريقية …أتعلم يا أبا مرّة وسيّد الابالسة أن ذا الخِمار عُبهلة بن كعب العنسي يقيم بيننا ويجوب مدن شمال افريقية ويخطب في أهلها…
يا ابليس…يا صديقي غير العزيز…أعلم أنك تعيش حالة من الذهول وأنت تقرأ كتابي هذا…فأنت اليوم شبه عاطل عن العمل بعد ما علمت ما يفعله نسلك إن اعترفت به…وما يفعله اتباعك من الذين استوطنوا الأرض خلال هذه السنوات الأخيرة… أحفادك يا أبا مرّة يسرقوننا ويأكلون لحمنا وعظمنا…ويزعمون انهم حريصون علينا وعلى مصالحنا…أحفادك يا أبا مرّة لا يفعلون ما يقولون كما تفعل أنت، ولا يتحملون وزر افعالهم كما تتحمّل أنت…ولا استغرب ابدا بعد قراءة كتابي هذا انقلاب كل المفاهيم عندك فقد تصبح من دعاة الناس إلى الرحمة والتسامح، ونبذ الأحقاد، فكيد نسلك واحفادك فاق كل كيدك يا من رفض السجود لآدم وعارض الله في العلن…أعلم أنك تعيش حالة من الإحباط بعد ان اعلمتك بكل ما يجري في غياب وسواسك الذي لم يعد صالحا لأهل هذا الزمان وهذا المكان …أتعلم يا أبا مرّة أنك لم تعد في حاجة إلى أن تزيّن لنا المعاصي فبعضنا اقدر منك في هذا الشأن…ولا حاجة لك في أن تحول بيننا وبين طريق الحقّ فمن هم بيننا اليوم قطّاع طرق الحقّ حتى في انتخاباتهم…
أعتذر يا ابليس عن الخيبة التي اصابتك من كتابي هذا فأنت لم تعد الشيطان الذي كنا نخاف وسوسته، فبعضنا اليوم لا يقبلون بك تلميذا في المدرسة الابليسية العامة…فهم اليوم يستعملون “الفايسبوك”…ولا أظنّك تعرف هذا البرنامج وما فعله بالبشر…من شرّ…وهم اليوم يستعملون لنشر رسالتهم “التيك توك”…ولا اظنّك تعرف هذا البرنامج ودوره في وسوسه العقول فقد تصاب بالذهول…وربما الذبول…خلاصة الأمر يا ابليس أنت أصبحت من العاطلين عن العمل وقد لا تجد مكانا حتى عبر القانون 38 لسنة 2020 لو تمّ تفعيله…وقد لا تجد حلاّ لمشكلتك غير “الحرقة” بحرا، إن لم يحجروا عنك السفر برّا وبحرا وجوّا…ويتهموك بالاحتكار…
يا صديقي الشيطان…يا أبا مرّة…أتدري ان أحفادك نجحوا في نشر الفوضى أكثر مما نجحت…ونجحوا في نشر الفقر أكثر مما نجحت…ونجحوا في نشر المأساة أكثر مما نجحت…ونجحوا في نشر الجهل أكثر مما نجحت…ونجحوا في نشر المعصية أكثر مما نجحت…ونجحوا في قطع الطريق امام الحقّ أكثر مما نجحت…ونجحوا في نشر الحقد أكثر مما نجحت…ونجحوا في سحق الشعوب أكثر مما نجحت…
أتدري وهذا الأهمّ أنهم نجحوا في هدم كل البناء أكثر مما فعلت…فخربوا أكثر مما خرّبت…أتدري يا ابليس أن أحفادك نجحوا في لم تنجح فيه أنت ابدا…لذلك واكثر من ذلك نعتذر اليوم منك فنحن اثقلنا عليك بالسباب والشتائم وهددناك بالويل والثبور وأغلقنا في وجهك الباب اكثر من مرّة ورجمناك واستمتعنا بذلك… وحمّلناك وزر كل الموبقات والأخطاء والجرائم التي قام ويقوم بها بعضنا…أتدري أننا وفي عهدهم واقصد احفادك أو تلامذتك أو طلبتك سابقا وما وسوسوه وما أضمروه، اصبحنا نعالج الدولة على نفقة المواطن… ونرمي بالمواطن في البحر لنطعم الحوت…حتى لا يجوع الحوت فيموت…