رضا عزيز: إذا لم يكن القضاء فوقنا جميعا … فكيف نتعايش في هذا البلد؟
نشرت
قبل 4 سنوات
في
“اللي يقصلو وذنو القاضي ما يتسمّاش عكروت” هكذا تربّينا وتعلّمنا وتوارثنا القيم أما أن يكون القضاء مقدّسا إن حكم في صالحي وهو مجرّد رأي لا يعنيني إن حكم بما لا يرضيني فهذا لا يقبله منطق ولا فكر ولا حضارة.
ان يستنجد حزب او منظمة او مجموعة بالأنصار لتحقيق ما يريد وأن يعتبر نفسه فوق القضاء وفوق كل التشريعات ويحسب نفسه الحكيم والوطني والحداثي الوحيد فوق الأرض فهذا جنون وخبل ويمثّل خطرا حقيقيا محدّقا بالبلاد والعباد. ثم إنّ دولة تعيش مؤسساتها تحت رحمة حزب أو طيف أو مجموعة لا يمكن اعتبارها دولة كاملة الشروط بل مجرّد كيان تتقاذفه النزوات الشخصيّة لبعض المصابين بجنون العظمة وتضخّم الأنا وهؤلاء يمثّلون خطرا حقيقيا يهدّد الوحدة الوطنية ويقسم البلد إلى مع وضدّ.
هذه المرّة تجمهر جماعة الدستوري الحر أمام اتحاد العلماء االمسلمين لفرض رأيهم في المنظمة على الجميع وأسألهم ماذا لو تجمهر أنصار حزب منافس أمام مقرّ الدستوري الحر واعتبروه خطرا على أمن البلاد واقتحموا مقرّاته وطالبوا بحلّه ثم ماذا لو أصبح هذا التصرّف الأرعن قاعدة في التعامل بين مختلف الأحزاب والمنظمات والجمعيات الوطنية هل يمكننا أن نتجنّب إراقة الدماء حينها ….
لا أعتقد فالحروب الأهلية انطلقت بخلافات أقلّ جنونا من هذه التي نرى .