جمر نار

رضا عزيز: بين التلقيح و الاعتداء الصريح

نشرت

في

لا غرابة في أن تكون تونس في ذيل قائمة الدول التي تنتظر نصيبها من جرعات التلقيح ضد الكورونا نظرا لضعف سياستها الخارجية و مردود القائمين عليها الواضح والجليّ … و ذلك في كل مراكز اتخاذ القرارالدبلوماسي الناجع و السيادي…

<strong>رضا عزيز<strong>

كل هذا قبلناه ولا زلنا نمنّي النفس باستفاقة رئاسة الجمهورية ووزارة خارجيّتها لتحسين المردود أما أن يصل الأمر بدولة شقيقة إلى المنّ علينا بحفنة من الجرعات لا تكفي لفرقة كشفيّة أو لناد تابع للمصائف والجولات وتقدّمها سرّا بغاية خفيّة وتصمت أشهرا عديدة ثمّ تخرج الخبر الكريه و تصرّح بما فعلت علنا وتدّعي أن الشعب التونسي تظاهر فرحا وشكرا وامتنانا بهديّتها القيّمة …

أن يصير كل هذا فهذا أمر لا يقبل ولكن ما لومنا إلا على قادتنا الذين قبلوا الإهانة المسمومة ولم يردّوا الفعل خاصّة أن الدولة “المانحة” ليست إلا الامارات تلك الدويلة التي تحوم الشكوك حول سعيها المحموم لإفشال الثورة التونسية كما فعلت مع باقي دول الربيع العربي.

إننا نعتبر هذا السلوك من دولة “شقيقة” تطاولا على الدولة التونسيّة وتعدّيا صارخا على هيبتها كدولة حرّة مستقلّة … ولا يحقّ أمام هذا التصرّف الأرعن الصمت والمجاملة وإنما الردّ بالمثل ودعوة السفير الاماراتي إلى الاعتذار للشعب التونسي عمّا صدر عنه وعن إعلام بلاده.

أما وطنيا فصمت مصالح الرئاسة شبهة وتضارب بياناتها تأكيد للشبهة ومرور إعلامنا الوطني مرور الكرام على الواقعة يؤكّد صدق ما ذهبت إليه الاشاعات من أننا لا نملك إعلاما وطنيا وإنما إعلاما مأجورا يدين لمن يدفع أكثر. أعرف من لو أن هذا التلقيح أتى من تركيا أو قطر لأقاموا الدنيا وأقعدوها تحذيرا من الاستعمار التركي القطري لهذا البلد الطيّب.

الفرق بيننا وبينهم أننا نندّد ونتكلّم ولا نصمت مهما كان مصدر المضرّة أو العطيّة المغشوشة أو الهديّة المسمومة. نحن ندين لجهة واحدة وحيدة هي تونس و البقية لا تعنينا.

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version