رضا عزيز: صلة الرحم … و دورها في سياسة الهمّ و الغمّ و ضياع النّعم
نشرت
قبل 4 سنوات
في
لنا مثل شعبي حكيم غير مرغوب مجتمعيا معشوق سياسيا لأبعد الحدود وهو “ابعد على دمّك لا يشوّهك” … وقد أثبته تاريخنا الحديث على الأقل منذ الاستقلال الى يوم الناس هذا، بداية من تأثير وسيلة بن عمّار في سياسة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة مرورا بابنة أخته سعيدة ساسي التي كانت تعامل الزعيم كطفل لم يتجاوز قطّ الطفولة الثانية ...
ثم جاء “التغيير المبارك” والكل يعلم تأثير ليلى الطرابلسي في سياسة وسلوك “صانع التغيير” بل هنالك من يعتبر أن بن علي تغيّر منذ أن دخلت حياته ليلى دجين وهنالك من إلى الآن لا يعلم معنى الدجين هل هو ليفيس في علاقة مع رعاة البقر أم تونيك في علاقة مع ذهاب العقل والوعي ولو أنهما معا أثرا في سياسة الدولة … فالاقتصاد عانى من السرقة و النهب على طريقة رعاة البقر والسياسة ذهب عقلها وفقدت وعيها فأصبحت تخبط خبط عشواء.
وبعد الثورة لم يبتعد تأثير العائلة عن قصر قرطاج فتكلّمت الساحة السياسية عن تأثير شاذلية وابنها نجل المرحوم قائد السبسي في بعض شطحاته ومنها ضياع حزبه الذي أراده بديلا للتجمّع في تونس الجديدة فأصبح النداء نداءات وتاه المنادي وسط الزحام…
وبما أنّنا نقدّس العائلة والقبيلة، مازال قصر قرطاج سجينا لصلة الرحم وعبثها المميت …وحسب بعض الأخبار القادمة من هنا وهناك، يبدو أن لشقيق الرئيس قيس سعيد تأثيرا مباشرا في قرارات ومواقف شقيقه … وهي على ما يبدو فاعلة فيما نعيشه من اضطراب وتخبّط في مواقف وقرارات هرم السلطة، حتى أصبح المواطن التونسي يرجو من الله أن يهبه رئيسا وحيد والديه وعاقرا لا خلف له ولا خال ولا عم حتى نضمن الخلاص من لعنة الأهل والأقارب في بطانة هرم السلطة.
الشعب انتخب رئيسا واحدا ولم ينتخب تشكيلة رئاسية يقودها شخص مراع لصلة الرحم وقرابة الدم وعرف الصداقة والحميميّة في تسيير شؤون الرعيّة ثم نسأل من أين هذه البليّة. سيدي الرئيس أنت الرئيس المنتخب وأنت من سيتحمّل وزر الحكم وحدك لا شقيق معك ولا صديق ولا خال ولا عم. أنت من سيقف أمام محكمة التاريخ ولن تجد لك صاحبا أمامها فاختر كيف تواجه تاريخك.