تل أبيب ـ وكالات
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن مصر تعمل خلال الفترة الحالية على إحباط مخطط إسرائيلي كبير يقضي بنقل سكان غزة إلى إحدى الدول النامية في قارة إفريقيا.
ووفق تقرير نشرته إذاعة EMESS العبرية، فإن وفدا إسرائيليا يعتزم زيارة دولة جنوب السودان لدراسة إنشاء مخيمات للفلسطينيين هناك، مشيرة إلى أن الكيان لجأ إلى دول أخرى، منها ليبيا وإندونيسيا وإثيوبيا، في محاولة لإيجاد وجهة لاستيعاب الفلسطينيين.
وكانت وكالة أسوشيتد بريس قد نشرت الثلاثاء، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن إسرائيل تجري محادثات مع جنوب السودان لدراسة إمكانية نقل السكان الفلسطينيين من قطاع غزة إلى أراضيها.
وقالت الإذاعة العبرية أن التقرير لم يحدد مدى تقدم المحادثات، لكنه يشير إلى أن إسرائيل تواصلت أيضًا مع دول أخرى، بما في ذلك ليبيا وإندونيسيا وإثيوبيا، في محاولة لإيجاد وجهة لاستيعاب الفلسطينيين.
وأكدت الإذاعة العبرية إنه في الوقت الذي تسعى في إسرائيل لنقل السكان من غزة إلى دولة أخرى تعمل مصر على إقناع جنوب السودان برفض العرض.
فيما أكد جو سيلفيك، مؤسس شركة ضغط أمريكية تعمل مع جنوب السودان، أنه تلقى إحاطة من مسؤولين في تل أبيب بشأن المحادثات، وأن الإدارة الأمريكية على دراية بها ولكنها ليست مشاركة مباشرة فيها.
وأضاف سيلفيك أن جنوب السودان مهتم بدعم أمريكي لرفع العقوبات المفروضة على عناصر في البلاد، مما قد يكون حافزًا للتعاون مع إسرائيل.
فيما أكد إدموند ياكاني، ناشط في المجتمع المدني في جنوب السودان، إجراء المحادثات، وكذلك أربعة مسؤولين آخرين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين بالكشف عن التفاصيل علنًا.
وأشارت الإذاعة العبرية إلى أن هذه المحادثات تعد جزءًا من جهد إسرائيلي أوسع نطاقًا لدفع خطة لنقل الفلسطينيين من غزة، حيث كان قد التقى رئيس الموساد، ديفيد برنيا، في واشنطن بمبعوث الرئيس ترامب، ستيف ويتكوف، وطلب المساعدة الأمريكية في تشجيع الدول على استقبال مئات الآلاف من الفلسطينيين من القطاع.
وأشار برنيا إلى أن إسرائيل تُجري محادثات مع ليبيا وإندونيسيا وإثيوبيا، التي أفادت التقارير بأنها أبدت استعدادها لدراسة استقبال أعداد كبيرة من الفلسطينيين، وطلب من الإدارة الأمريكية المساعدة في إقناع هذه الدول من خلال حوافز اقتصادية أو دبلوماسية.
وترتبط المبادرة الإسرائيلية بالاقتراح الذي قدمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فيفري/شباط الماضي بنقل حوالي مليوني نسمة من سكان غزة إلى دول أخرى لتمكين إعادة إعمار القطاع. إلا أن الخطة قوبلت بمعارضة شديدة من الدول العربية وعلى رأسها مصر، مما أدى إلى فتور في حماس البيت الأبيض.
وقد أوضح مسؤولون أمريكيون كبار أن على إسرائيل إيجاد دول توافق على استيعاب الفلسطينيين، وهي مهمة قام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إيكالها إلى جهاز الموساد.
وتعارض مصر بشدة هذه الخطوة. وأكد مسؤولان مصريان لوكالة أسوشيتد بريس أنهما على علم بالمحاولات الإسرائيلية منذ أشهر، ويضغطان على جنوب السودان حتى لا يوافق على استيعاب الفلسطينيين.