اعلن الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي عن حشد ما يقرب من المليون جندي بعضهم تلقى تدريبا في أمريكا وبريطانيا وكندا، وان جيشه بات جاهزا للقيام بهجوم على المواقع الروسية في إقليم دونباسك جنوب شرقي البلاد، في خطوة “شبه يائسة” لتغيير موازين الحرب التي تميل للجانب الروسي حتى الآن.
الاقتصاد الاوكراني يقترب من الانهيار حيث ارتفعت معدلات التضخم، وانخفضت الصادرات، وكذلك قيمة العملة (40 بالمائة)، وتقول تقارير مستقلة ان زيلينسكي يحتاج الى 5 مليار دولار شهريا لتغطية نفقات الحكومة وتسديد الرواتب، و8 مليار دولار أخرى لدفع فواتير الغاز شهريا مع اقتراب موسم الشتاء القارس، حيث تقدر احتياجات أوكرانيا بحوالي 200 مليون متر مكعب تنتج حوالي 50 مليون منها محليا فقط، مما يعني عجزا مقداره 150 مليون متر مكعب.
المعضلة الكبرى التي تواجهها أوكرانيا في ميدان الطاقة تتمثل في عجز الولايات المتحدة عن توفير مصادر بديلة للغاز الروسي، وخاصة من قطر والجزائر ودول خليجية أخرى، بل والولايات المتحدة الامريكية نفسها، والرئيس فلاديمير بوتين يعرف هذه الحقيقة، ولهذا بدأ في إشهار سلاح النفط مبكرا، وأعلنت وزارة الطاقة الروسية تخفيض الإنتاج في خط انابيب “نورد ستريم 1” بحوالي 20 بالمائة (33 مليون متر مكعب) ومن المؤكد ان هذه النسبة سترتفع في الأسابيع القليلة القادمة، وهذا ما يفسر حالة الذعر المتصاعدة حاليا في أوروبا.
أسعار الغاز وبعد القرار الروسي ارتفعت الأربعاء بنسبة 20 بالمئة مع إعلان تخفيض الكميات في الانبوب المذكور، الامر الذي سينزل بردا وسلاما على قلب وزير المالية الروسي ورئيسه، لان هذا يعني عوائد إضافية للخزينة الروسية، حتى انه، أي وزير المال الروسي، بات يفكر بإيجاد طرق لتخفيض العملة الروسية “الروبل” التي تعيش احلى ايامها حتى لا يؤثر ارتفاعها على حجم الصادرات الروسية الأخرى، لأنها تصبح غالية الثمن بالمقارنة مع نظيراتها في الأسواق العالمية.