جور نار

روسيا وخيانة قائد مجموعة “فاغنر”

نشرت

في

الورقة الرابحة لروسيا في الحرب... من هي قوات فاغنر؟

الاعتماد على مجموعة مجرمين عتاة خريجي سجون وادماجهم في الشؤون الأمنية العليا كالحرب في اوكرانيا، يعدّ غلطة استراتيجية قام بها الرئيس بوتين في التعامل مع مجموعة “فاغنر” شبه العسكرية ..

<strong>محمد الزمزاري<strong>

وبغض النظر عن بعض النجاحات العسكرية التي حققتها هذه المجموعة في باخموت فإن وجودها على الساحة العسكرية بالتوازي مع الجيش الروسي شكّل عبءا على سير المعارك … كما نفخ في صورة هذه الفرقة وقائدها الذي استشعر قوته ولم يتردد أثناء حصار باخموت في نشر الغسيل الروسي والمس من المؤسسة العسكرية … من ذلك الحديث عن قلة الذخيرة مما أضر بسير المعركة في بعض المراحل… وذلك إثر التقاط هذه المعطيات من قبل المخابرات الاوكرانية و الغربية لاستغلالها على أرض المعركة …

إن من لا يعرف روسيا لا يدرك ان عديد الفرق المعروفة بفاغنر و غيرها مثل المافيا الداخلية بالتراب الروسي التي لها مكانها في تركيبة المجتمع الروسي و تعمل بطرق منظمة و معقدة مثل حراسة المساحات التجارية او الأملاك الخاصة او الشخصيات المالية مقابل اتاوات و عقود ..والمافيا التي تراقبها السلطة تمتلك إمكانيات مهولة و يعرف عنها المواطنون الروس الكثير … لكن كل هذه العصابات تبقى تحت رقابة الدولة وتخضع لها لتوجيهها للإنتاج عوض الاجرام من منظور السلطة المركزية …

عصابات فاغنر التي تتالف من اكثر من نصف مليون من كبار المجرمين تم تجميعهم من السجون لتوظيفهم في الحرب الروسية الاوكرانية … منهم من تم تدريبه عسكريا قبل 2014 ومنهم من تلقى تدريبا سريعا منذ بداية هذه الحرب .. أمت عن قائد هذه المجموعة “يفغيني بريغوجين”، فهو نموذج للشخص النرجسي المتهور الذي يستشعر قوته و لا يؤمن باية قواعد احترام للوحدات العسكرية التابعة للدولة، له علاقات وطيدة مع بعض قيادات الجيش الروسي و هذا أمر يعد طبيعيا في ظل التنسيق و التعاقد و الاتفاقات داخل روسيا و خارجها كالحرب مع اوكرانيا و المهمات العسكرية في أفريقيا ولعل اهم دافع لتوسع نفوذه ونفوذ مجموعته يبقى الأموال و المكافآت…

إن جنوح بريغوجين للاستقواء واحتلال مدينة استراتيجية يمر عبرها السلاح و الدعم للمقاتلين الروس في اوكرانيا يبعث دلالات هامة اقلها إن الخطة مرتبطة ببعض القيادات او المخابرات الغربية التي قد تكون نجحت في ترويض هذا الشخص المهووس بالمال و الشهرة … استقواء بلغ به درجة التهديد بالسير نحو العاصمة موسكو، وهي تهديدات مدروسة تستاهض بوادر قلق الشعب الروسي من طول و ضحايا الحرب ….وربما تذهب إلى أبعد من ذلك نحو تنفيذ حلقة من مؤامرة داخلية لاسقاط الرئيس بوتين او خلق اضطرابات داخلية كافية لحسم الحرب لصالح اوكرانيا…

بوتين عن تمرد بريغوجين … طعنة جبانة في الظهر

يبدو اليوم من مصادر متعددة أن الحرس و الجيش الروسيين بصدد رسم اخر الخطط لاكتساح فلول فرقة فاغر و القضاء عليها ..وهو مايراه بوتين اهم الأولويات درءا للمفاجأت المزعجة … وقد اربكت هذه الخيانة موسكو وبينت فشل المخابرات الروسية في تفكيك شفرة هؤلاء المرتزقة …

أما على الجانب الاوكراني فإن جل قياداتهم يرجعون السبب إلى الحرب التي شنها بوتين و يغردون بأن حربا أهلية بالافق ستقع بروسيا ..كما عم ارتياح دول الناتو التي لن تترك هذه الفرصة “الرصاصية ” تمر دون التعجيل بزيادة دعم الاوكرانيين لاستثمار هذه الفترة الصعبة أمام بوتين.

الأكيد إن اول سيناريو هو تراجع قائد فاغنر مقابل اتفاق لوضع حد لمواجهة مع الحرس الروسي الاقوى و المخلص لبوتين عوض انهيار كامل لهذه المجموعة. أما السيناريو الثاني فقد توفق المخابرات الروسية في اغتيال يفغيني بريغوجين و تشتيت مجموعته ورمي سلاحها.

السيناريو الثالث قد تدعم بيلاروسيا بوتين و تدخل في حرب مع اوكرانيا لخلق توازنات جديدة بعدم تقدم الجيش باوكرانيا من الجنوب و الشرق مقابل دعم إضافي من لدن الناتو ..

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version