جور نار

رونالدينو … ثم ماذا؟

نشرت

في

هذه الأيام عشنا على خبر يبشرنا بقدوم لاعب الكرة البرازيلي “رونالدينو” بدعوة من صديقه النجم التونسي “كادوريم”، ثم أخبار متتالية حول وصوله إلينا سالما، و تجواله في قصر السعيد و سيدي بوسعيد و شارع بورقيبة …

<strong>عبد القادر المقري<strong>

حلو … كل هذا حلو … فأنا من الأحياء الذي عاصروا هذا اللاعب الخارق و تفرجوا على آيات مهارته سواء مع برشلونة أو مع منتخب السامبا … و كنت من المصفقين له خاصة في مونديال 2002 حين سجل هدفا يعتبره الكثيرون أخبث هدف في التاريخ … نعم، كنت أحب لعب رونالدينو و ما زال يعجبني وأعتبره من الفلتات … الآن نغلق قوس التمجيد و ندخل في معقّف التساؤلات: ماذا جاء هذا النجم السابق يفعل في تونس؟ لماذا جاء؟ ما برنامج الزيارة؟ ما جدواها؟ هل تستحق كل هذا الضجيج و الاستقبالات الشعبية و المرافقة الأمنية اللائقة برئيس دولة؟

ما رأيناه كان لا يتجاوز ما يفعله بعض معقّدي فايسبوك حين ينشرون صورة لهم مع نجم ما … لا يهمّ إن كانت هناك مناسبة أو علاقة أو مبرر، المفيد أن السيد يتصوّر جنب لمين النهدي أو نوال غشّام أو الهادي دنيا، ثم يشهر ذلك في وجوهنا و لسان حاله يقول: أعرف المشاهير و يعرفونني … هذا ما فعلناه نحن مع رونالدينو، حيث اكتفينا بوضع قدميه “الطاهرتين” على تراب بلادنا و بعض مواقعنا … في تصوير بعيد رديء مهرّب كأنه من كاميرا مراقبة أو تسريب كيدي لأحد شقوق الأحزاب و النقابات …

قالوا إن اللاعب الكبير جاء إلى تونس للتعريف بسياحتها … فقلنا يا سبحان الله … هل مجرد الدخول إلى مطار تونس قرطاج يعتبر تعريفا بسياحة تونس؟ … فأين التلفزات العالمية التي تغطي الحدث و تتكلم عنّا؟ … و ما هو الحدث أصلا؟ … لو رأينا رونالدينو ضيف شرف بأحد المهرجانات التي تقام عندنا هذه الأيام لقلنا برافو … كان يمكن لصورة النجم البرازيلي أن تكون أفضل دعاية مثلا لمهرجان البرزقان بالكاف، أو مهرجان أدب الطفل بتونس العاصمة، أو غيرها من التظاهرات التي يخدمها الاقتران بصورة رونالدينو …

ثم هناك حاجة لفتت انتباهي و دهشتي … أيُعقل أن نشاهد لاعب كرة، من دون كرة؟ حتى من باب الرمزية والمزاح … إن لم نقل في مباراة استعراضية مع أحد منتخباتنا أو نوادينا المرتاحة حاليا، أو مع قدماء لاعبينا، أو مع قدماء فنانينا أو صحفيينا إلخ … المهمّ في حدث طريف ضخم نبيع حقوق بثه و ندعو له الجمهور و ننظم “تومبولا” للفوز بقميص اللاعب الأسطورة، ممضى منه … و يكون ريع كل ذلك مخصصا لمكافحة مرض أطفال معيّن، أو خصاصة مّا، أو لمعالجة ضحايا الرش، أو للتضامن مع أسر الشهداء الأمنيين و العسكريين …

و لكن لم يقع شيء من هذا … بل و على الأقل من خلال الصور و اللقطات التي شاهدتها، لم نر أية إشارة إلى علاقة هذا الشخص بكرة القدم … أيكون شبيها له و نحن لا ندري؟  

أما عن الزيارة و غاياتها الظاهرة و الخفية، فنخشى أن تكون مثل زيارة “برومو” مماثلة قام بها إلينا ملك إحدى الدول منذ سنوات … و قالوا لنا وقتها إن ذلك كان في سبيل الله و الأخوّة و حسن الجوار و صورة تونس … و لكن اتضح في ما بعد أنها كانت لتحويل وجهة مستثمرين كانوا ينوون الاستقرار في تونس…  نحو بلاده …

4 تعليقات

صن نار

Exit mobile version