جور نار

زلازل …و زلازل

نشرت

في

زلزال قوي يضرب تركيا وشمال سوريا مخلفا مئات الضحايا | أخبار DW عربية | أخبار عاجلة ووجهات نظر من جميع أنحاء العالم | DW | 06022023

فُجع العالم عندما استيقظ يوما على ويلات الهزّات الأرضية التي ضربت تركيا وسوريا …وبقدر ما خلفته هذه الزلازل من دمار مهول ومن ضحايا بشرية بعشرات الآلاف بقدر ما اظهر الوجه القبيح لتعاملات عديد الدّول مع البلدين …

<strong>عبد الكريم قطاطة<strong>

مرّة اخرى يسقط القناع ليُظهر الوجه الحقيقي لمنظومات كم اعتقدنا انها تمثّل الديموقراطية وحقوق الانسان وكونيّتها بالوانها البرّاقة والتي مازال البعض يوجع بها رؤوسنا وهو يعتبرها القدوة في التعامل مع احداثنا داخل بلداننا .. ما حدث بعد زلزاليْ سوريا وتركيا اثبت مرّة اخرى انّ كلّ الاحداث حتّى الانسانية منها تُصنّف بين الدّول بمنطق التحالفات والمصالح فقط ..لا انسانيّة فيها حيث يتباكون ويهرعون من اجل مدّ اليد لمنكوب تركيا وينظرون وبشماتة احيانا للمنكوب السوري على انّه اذلّ من صرصار ..اذن ليكُفّ العديد عن تبنّي منظومات كاذبة ومن ثمة وجب مراجعة رؤيتنا لها رؤية ببّاغئية وتقديسية …

ولانّ هنالك زلازل وزلازل فانّ ما تعيشه تونس ومنذ جانفي 2011 ولحدّ يومنا هذا هو اشبه بزلازل خفيّة …نعم زلازل وبموجات ارتدادية ..بلدنا ومنذ 2011 لم يعش الامن والامان بمختلف معانيهما …كلّ شهر بل كلّ اسبوع بل كلّ يوم نستفيق على ملفّ ..ايشي ارهاب ..ايشي حرقات ..ايشي صراعات ..ايشي حكومات ..ايشي محاكمات .. ايشي وإيشي وايشي _وقيّد على الانتقال الديموقراطي …وكلّ فصيلة تقلّك منّي تقرع والنتيجة قرعة بمفهوم لعبة الورق …

آخر ما عشناه في الاسبوع الاخير الشروع في فتح ملفات العديد من الاسماء لمحاكمتهم وقضية الوافدين على بلدنا من افارقة جنوب الصحراء ..في القضية الاولى وفي تقديري انا مع فتح كلّ الملفات شريطة ان يكون فيها القضاء عادلا وغير منحاز لايّ طرف . لانّ ما عشناه على امتداد تلك العشرية واقع تكاثر فيه اللصوص والانتهازيون من كل كلّ حدب وصوب وفي كل القطاعات .. رغم انّ محاكمة العديد منهم كانت على وزن (داخلة خارجة خارجة داخلة) كما عبّر عنها عادل امام في مسرحية شاهد ما شافشي حاجة …

امّا في القضيّة الثانية وبعيدا عن شعاارات هاكة الجماعة متاع منظومة حقوق الانسان والاجدر تسميتها بـ”عقوق الانسان”، على الدولة ان تنظر في الامر بكلّ عمق وجدّية ودراسة في حيثيات واهداف هذه الهجرة الجماعية لاخوتنا في جنوب الصحراء .. الكرم من شيمنا نعم ولكن شريطة ان لا يمثّل كرمُنا خطرا على امننا ..لانّ السؤال الذي يُطرح هنا لماذا هذه الموجة من الهجرة بعشرات الآلاف اختارت تونس بالذات دون غيرها من بلدان المغرب العربي ؟ ..ثمّ تجربة هجرة هؤلاء الى ليبيا الشقيقة كانت مدمّرة في زمن ما …

اختصر القول في هذا الموضوع بالقول ..الحذر الحذر الحذر من ظاهرة من قبيل (بَابُُ بَاطِنُهُ فِيهٍ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِِه العَذَابُ)

23 فيفري 2023

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version