جور نار
زمن الصعاليك
نشرت
قبل 19 ساعةفي

عبد القادر المقري:
هو يمكن من عشر سنوات، عشرين، ربما منذ مطلع هذا القرن اليابس، حصل ما يشبه الرِدّة الحضارية التي لم يعشها كوكبنا منذ اكتشاف الزراعة والكتابة وإنشاء المدن… أي ما قبل بابل وطيبة وأثينا وقرطاج… ردة إلى ظلام الهمجية والتعصب ولغة القوة والفظاظة وسوء التربية…

من أصغر فزغول يدوّن أو يعلّق في فايسبوك، إلى رئيس أكبر دولة في العالم، صرنا نتفرج ذاهلين على انحطاط الخطاب وفجاجة المواقف وزوال الحدود بين اللائق وغير اللائق… كل الكلام الذي يتبادر إلى الذهن صار يخرج عاريا دون حرج أو مراعاة أو تردد جميل تحكمه أخلاق وبضبطه إحساس… كنا ذات سنة نلوم سامي الفهري على قصص الزبالة ومفرداتها التي يرصّع بها أعماله ومنشورات قناته التجارية… كنا ندين ذلك على اعتبار أنه نشاز في عالم أرقى وأكمل… ولكن حين التفتنا يمينا ويسارا، وأبحرنا في لجة ما يرد من كل ناحية، وجدنا أن الدنيا كلها بناسها وحوادثها أصبحت زفتا على زفت…
هذه الأيام مثلا قام دونالد ترامب وقعد وأعلن رغبته في شراء غزة… وللذين ينقصهم الاطلاع، غزة هذه ليست ماركة سيارات أو فصيلة أبقار أو علبة حليب مركّز، بل جزء من وطن داخله شعب حي وخارجه ملايين يحلمون بالعودة إلى بيوت سلبت منهم… شعب لديه إرادة ومشاعر وقدرة على الفرح والغضب والثورة والفعل وردّ الفعل… والذكي المتحضّر هو من كان دائما وعلى مر العصور، يحسب ألف حساب لمشاعر الآخر ولردة فعله، ولمنظومة قيم تعِبَ فلاسفة وحكماء وأنبياء في صوغها طوال ألفيّات… وهذا ما كان يجهله إنسان المغارة، وها قد أعادت إنتاجه زمر البرابرة الجدد…
ربما هي الأزمات الاقتصادية المتتالية، وربما هي الأزمات الأخلاقية الناتجة عنها كما حلل كارل ماركس، وربما هي الأزمات الصحية الكاذبة كما يجزم ترامب، وربما هي أزمات شحّ الثروات وتزايد التعداد كما تنبأ مالتوس، أو هو تقلب المناخ كما استخلص مؤتمر باريس… وربما، وربما… ولكن الأكيد أن كل هذا مجتمعا أفرز أجيالا وثقافات عدوانية، فجّة، عديمة الذوق، كارهة للجمال، مطبّعة مع القبح… سينما السنوات الأخيرة صارت مرتعا لكافة الفظاعات الممكنة… إن لم يكن الفيلم من أوله لآخره، فعلى الأقل يحشرون مشهدا أو اثنين يدفعانك إلى الغثيان، يثيران التقزز…ولجان الرقابة لم تعد تشتغل على هذه التفاصيل، وأصبح مسموحا لديها بأن يسيل الدم وتيقر البطون إلخ مما لا أقدر على وصفه فضلا عن مشاهدته وسماعه…
في سنيّ الدراسة، كنا في مادة التلفزيون مع أستاذنا رضا النجار، وكان الموضوع فك شفرة تصريحات الساسة والإفادة من ذلك عند التعليق عليها… ومن الأمثلة التي سردها مؤسس المركز الإفريقي لتكوين الصحفيين، تصريح من أربع أو خمس جمل فاه به الوزير والأمين العام السابق للجامعة العربية الشاذلي القليبي… هذا التصريح قدمه لنا الأستاذ على أنه ناريّ خطير… قرأنا الجمل الخمس من اليمين إلى الشمال، ثم من الشمال إلى اليمين، ثم من فوق إلى أعلى طردا وعكسا.. فلم نكد نفهم إلا باقة مجاملات وتحايا ودّ وأخوّة وصفّا عربيا مرصوصا لا ريب ولا استرابة فيه… إلا أن سي رضا علق عليها قائلا: أرأيتم كل هذا الودّ والورد؟ إنه تغليف جيّد لعبارة واحدة: أنا رافض رافض رافض… عجبا، قلنا له… فأجابنا: احذفوا المفردات الدبلوماسية المتأدبة، وأعيدوا القراءة، تجدوا ما قلته لكم… وبالفعل قمنا بالحذف وإعادة القراءة فوجدنا أن الرجل صفع مخاطبه بلسانه، بل “سلح عليه” كما يردد القدماء… عندها ختم أستاذنا حصته بجملة أخيرة كالمتنهّد: لهذا بقي “مسيو” قليبي في مناصبه، كل هذه السنين…
ـ يتبع ـ

تصفح أيضا

محمد الأطرش:
قام مساعدو ساكن البيت الأبيض بإعادة صياغة “الاقتراح الصادم” الذي تقدّم به دونالد للقادة العرب الشهر الماضي تحت عنوان “طرد جميع سكان غزّة من القطاع وإخلاء المكان”..

مساعدو دونالد طلبوا من القادة العرب تقديم خطّة أفضل إن هم حقّا “قلقون” من خطة دونالد وما ستؤول إليه الأوضاع إن وقع تنفيذها… وأضاف مساعدو ساكن البيت الأبيض مخاطبين قادة الدول العربية المعنية بالمبادرة وبطرح رؤية بديلة “قدّموا خطّة أو قوموا بتنفيذ ما اقترحناه عليكم”… لذلك يحاول منذ الأمس قادة مصر والسعودية والأردن وقطر والإمارات العربية المتحدة المجتمعون في الرياض، إيجاد خطّة ورؤية بديلة مخالفة تماما لما اقترحه ساكن البيت الأبيض وتمويل تنفيذها… الدول العربية المعنية بما اقترحه ترامب ستساعد على الإشراف وتمويل إعادة إعمار غزة، مع ضمان إبقاء سكانها في مكانهم… كما سيحاول قادة هذه الدول الحفاظ على مقترح قديم يهدف إلى التوصل في نهاية الأمر إلى إقامة دولة فلسطينية، وهذا ما تمّ إطلاع بعض الدبلوماسيين والمسؤولين من عديد الدول العربية والغربية في الرياض عليه.
من المنتظر أن تقترح مصر تشكيل لجنة من التقنيين الفلسطينيين وبعض القادة من المجتمع المدني غير المرتبطين بحماس لإدارة غزة بعد الحرب، وفقًا لدبلوماسيين عرب ومسؤول غربي كبير… ويعكف قادة الدول العربية الخمس على إيجاد خطّة تثبت لترامب أن مخطّط التهجير لن يكون الأنجع والأصلح لوضع سكان غزّة والقضية الفلسطينية، وأن خطتهم ستمكّن من إعادة إعمار القطاع دون الحاجة إلى تهجير سكانه… فترامب حسب بعض القادة العرب رجل عقارات، وحديثه ومخططه المقترح الشهر الماضي يهدف فقط لإعادة تطوير غزّة لغايات أخرى تستثني سكان غزّة الأصليين… وهم (أي القادة العرب) يريدون وضع خطة قابلة للتطبيق تظهر وتؤكّد لترامب أنه يمكن إعادة بناء غزة وتوفير مستقبل أفضل لمليوني فلسطيني، دون إجبارهم على مغادرة أراضيهم وتركها…
ويحاول العرب بقيادة مصر دعم السلطة الفلسطينية المعترف بها دوليا والتي كانت تدير غزة قبل سيطرة حماس على القطاع قبل نحو عقدين… لكن يبدو أن الرئيس محمود عباس متردد في قبول هيكلية حكم ما بعد الحرب لا تمنحه السيطرة الكاملة على كل الأراضي الفلسطينية المتفق عليها… علما بأن بعض مسؤولي حركة حماس صرحوا أخيرا أنهم مستعدون للتنازل عن السيطرة المدنية والإدارية على القطاع مع رفضهم حل جناحهم العسكري… وهو الأمر الذي ترفضه تل أبيب وساكن البيت الأبيض فتل أبيب تريد وتسعى إلى نزع سلاح حركة حماس مهما كلفها الأمر…
وهنا يكمن التحدّي الأكبر على قادة الدول العربية الخمس… كيف يجدون خطّة واقعية يمكن القبول بها من الفصائل الفلسطينية ويقبلها ساكن البيت الأبيض وتل ابيب… الأمر يبدو معقّدا إلى ابعد حدّ… والمطلوب من الدول العربية الرافضة لخطّة تهجير سكان غزّة إيجاد مخرج للمأزق يضمن تأمين القطاع مع المنع الكلي والشامل لحركة حماس من التحرّش أو مهاجمة بقية الأراضي المحتلة التي تخضع لسلطة تل أبيب… كما يطالب ساكن تل أبيب بتمتيع جيش المحتل بحرّية العمليات في القطاع على المدى الطويل وهو الأمر الذي لن تقبله الدول العربية أبدا… والسؤال الأهمّ، من سيدفع تكاليف كل الخراب الذي حلّ بغزّة ومن سيتكفل بإعادة الإعمار، وهل سيفرض ساكن البيت الأبيض تكفّل شركات الماما بإعادة الإعمار على أن يتكفّل العرب بدفع الثمن… غاليا …


عبد الكريم قطاطة:
كانت الحلقة الاولى يومها في علاقتي بخالقي … نعم صليت له وسجدت وقلت لربّي كما اسلفت في الورقة 106 (انا جايك)… وتصادف ذلك مع قدوم شهر رمضان… وقمت بفريضة الصيام لاوّل مرّة في حياتي…

كنت قبل سنة 2003 (عازقو) كما كنّا نعبّر انذاك عن كلّ من يُفطر في ذلك الشهر الكريم… ولأوّل مرّة في حياتي ايضا اصبحت اشارك المصلّين في صلاة التراويح بعد الافطار… وعشت حالة من الخشوع الرهيب… بكاء مستمرّ… والسبب الرئيسي في بكائي كان مزيجا من الندم على عصياني طيلة ما سبق من حياتي، والخوف من ان اقابل ربّي ذات يوم وانا مكبّل بالمعاصي… كلّ تلك المشاعر كانت نيرانها تضطرم في صدري… وكان لا بدّ من البحث عن شخص اثق فيه واحبّه واحترمه حتى افرغ له ما في صدري من شحنات خوف بحجم الجبال… ومن يكون غيره؟ انه معلّمي في السادسة ابتدائي الذي اكنّ له كلّ التقدير والاحترام… انه الحاج علي الشعري رحمه الله امام جمعة مسجد ساقية الزيت…
وجاء يوم الجمعة لاجد نفسي من المصلين صلاة الجمعة خلفه… يومها لم البس اجمل الملابس بل وتعمدت ان اترك اللحية لايام تسرح في ملكوت الله خوفا من ان يتعرّف عليّ سي علي (عاد الله خير انا ماشي نحكيلو على ماضيّ الاغبر ويعرف انّي فلان الفلاني؟ يا فضيحتك يا ولد عيادة!)… وعلى فكرة، عيّادة رحمها الله كانت تتمنى طيلة حياتها ان تراني تائبا الى الله وكانت تعرف عن ابنها الصائع كلّ شيء… رغم انّي لم ابح لها يوما بتفاصيل حياتي الماجنة… ولكنّ ذكاءها واحساسها بولدها وبعمايلو حتى وهو يخفيها عنها يمكن لكم ان تقرؤوها في تساؤلها الدائم في فترة من عمري: (يا وليدي وقتاش ماشي يهديك ربّي و”تسكّر سروالك”؟!)… الم اقل لكم انّها تقرؤني حرفا حرفا حتى ولو لم انطق بأيّ حرف… والحمد لله انها عاشت لتراني ولو لمدة سنة واحدة ذلك الابن الهارب الى ربه …
اتمّ سيدي علي الشعري يومها صلاة الجمعة بنا وبدأ المصلّون يغادرون المسجد و(تسلحبت) كأنّي عامل عملة، في خطى متعثرة له… لمن؟ لذلك الرجل الضخم جثة والاضخم في الكاريزما… تماما كما عهدته وانا تلميذ في السادسة ابتدائي بمدرسة القراوة المختلطة… سلمت عليه باستحياء وعيناي لم تتجرّآ على النظر اليه… قال لي مرحبا يا ولدي عندك سؤال تحب تسألو؟ صمتّ قليلا ولساني الداخلي يقول (يا ريتو كان سؤال)… طأطأت رأسي وبالكاد خرج صوتي المرتعش الخائف من معلّمي قائلا: (سيدي الشيخ انا نحسّ بأنو ربّاني هداني… لكن ماضيّ معذّبني… نحسّ بجبال من الذنوب… وباش نسهّل عليك مانيش ماشي نقلك اشنوة اللي عملت، اما اسهل اني نقلك شنوة اللي ما عملتش…
لم ارفع رأسي لأرى ردّة فعله ولكن رايتها بقلبي حين قال لي:(ايّا سمّعني اشنوة اللي ما عملتش ترا)… قلت له: (لم اشرب الخمر طيلة حياتي ولم اعاشر المثليين والبقية الكلّ عملتو)… والله يشهد اني كنت صادقا في بوحي هذا… ورايت ودائما بقلبي يده حين ربّت بها على كتفي وقال: (يا ولدي وقت ترجع لدارك شدّ كتاب القرآن وامشي لسورة الفرقان واقرا من الآية 63 حتى الآية 71 وستجد الاجابة)… سلمت عليه شاكرا ومرة اخرى لم اجد الشجاعة لرؤية عينيه وهو الذي يمتاز بعينين كبيرتين ثاقبتين… تسلحبت مرّة اخرى وغادرت المسجد…
ساقية الزيت حيث المسجد تبعد عن مقرّ سكناي 9 كلم تقريبا… يومها كانت المسافة 9999 كلم… ويومها كان الزمن يسير بسرعة مليمتر واحد في الساعة… يااااااه فعلا كانت السكّة يومها طويلة قوي كما وصفها سعيد صالح… ووصلت لمنزلي وديراكت استلقيت على فراشي وديراكت سورة الفرقان والاية 63… وشعرت بالويل والثبور لمن هم من صنفي ولمن ارتكبوا ما ارتكبت… يا الهي… هل هذا انت الغفور الرحيم…؟ ولانّ الله ودون شك هو الغفور الرحيم وجدتني ابكي بكاء الفرح والامان وانا اقرأ الآية 71 وحلّ جلاله يقول بعد الآيات الرهيبة والمرعبة التي سبقتها: (الا الذين تابوا وآمنوا وعملوا عملا صالحا فاولئك سيبدّل لهم الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما)… ياااااه ما اشهى البكاء يومها حبّا في الله وفي رحمته وغفرانه… بل لم اكتف بذلك… قررت في تلك اللحظة ان اقوم بصلاة لم تأت في القرآن ولا في السنّة، واسميتها صلاة الحمد والشكر وداومت عليها يوميّا لحدّ يوم الناس هذا… وهل انسى فضل معلّمي سي علي الشعري عليّ رحمه الله… انا من عادتي ان اعترف بالجميل لكلّ انسان عرفته في حياتي ومهما كان حجم جميله… فكيف لا اذهب لمن حررني من عقدة الخوف من ماضيّ الخايب في علاقتي بخالقي؟ اقتنعتوشي توة انو في فترة من عمري كنت خايب بالحق؟؟
ورجعت له وما احلى الرجوع اليه ..رجعت لمعلّمي بأبهى ملابسي وطلّقت اللحية وللابد وصلّيت خلفه صلاة الجمعة وتقدّمت له هذه المرة بكل ثقة في النفس وسلّمت عليه بسعادة… نظر اليّ وقال: (جايني فرحان اليوم ماذابيك سيئاتك كانوا اكثر، طمعا في تحويلها الى حسنات هواشي؟)… نزل الدمع من عينيّ مرّة اخرى وشكرت له صنيعه وقلت له: (‘توة جا الوقت باش تعرفني انا شكون؟) قللي مرحبا بيك ايّا قللي انتي شكون؟… قلت له انا تلميذك عبدالكريم قطاطة في مدرسة القراوة في سنة 1960… شدّ على يدي بكل حرارة وقللي انت ولدي متاع اذاعة صفاقس ؟ قلت له انا هو… جذبني اليه وعانقني وقبّلني… وطفقنا معا في بكاء جميل… نعم البكاء احيانا هو عذب جدا وعزف جميل على اوتار الوجدان… اضف له طبطبة بيديْ سيدي علي الغليظتين على ظهري وهو في قمة سعادته بابنه الذي جاءه تائبا، وبابنه المنشط الذي وبالنسبة له هو وسام له كمربّ نجح في تربية عبدالكريم…
صدقوني انّ تلك الطبطبة باليدين اللتين قلت عنهما غليظتين هي وعلى حدّ تعبير ابراهيم ناجي (ويد تمتدّ نحوي كيد مُدّت من خلال الموج لغريق )…مسكني سيدي علي من ذراعيّ النحيفتين وقال: (توة ماشي نطلب منك طلب ونحبك تلبيهولي)… قلتلو انت معلمّي وعرفانك عليّ لن انساه طيلة عمري… اطلب عينيّ وشويّة فيك… قال لي وبنظرة جادّة كما تعوّدت عليه عندما كنت تلميذا… اهاب مثل تلك النظرات ولكن هذه المرة كانت ممزوجة بحنّية المربّي الاب… قال: (انت مازلت تتذكّر دار بوك علي اللي في واد القراوة بعد المدرسة؟)… قلت له طبعا وبالامارة في نهاية واد القراوة على اليسار… قال: (تبارك الله على ولدي وعلى ذاكرتو)… واضاف: (نحبك تجيني نهار الاول في عيد الفطر بعد صلاة العصر تقبّل عليّ)… وطبعا قفزت كلماتي وبكلّ سعادة وسرور وطبعا دون نسيان جانب المزاح فيّ قلت: (معناها ماشي تذوّقني البقلاوة وكعك الزلوز والملبّس)… ابتسم بكل حبّ وقال: اللي ماشي نحضرهولك خير مللي قلتو الكل… انت قدرك اعزّ باااااااااااارشا مللي قلتو…
وكنت اليوم الاول من عيد الفطر بمنزله… فوجئت جدا بالجمع الغفير الذي كان في الصالون… مسك سيدي علي رحمه الله بيدي وقال لي: هؤلاء هم ابنائي واحفادي… ثم نظر اليهم وقال: (هذا خوكم عبدالكريم قطاطة اللي تسمعوه وتحبوه في اذاعة صفاقس… اي نعم هذا خوكم اللي ما جابتوش امكم والحمد لله ربيت وما خبتش)… سلّمت على الجميع بكل حب وسعادة ثم قال لي سيدي علي: (ايّا تفضل موش حكيتلي على البقلاوة وكعك الزلّوز والملبّس؟ ورينا جهدك)… قلتلو: (سيدي ومعلمي احنا راهو جماعة الاذاعة نبهبرو برشة اما ما نفعلوش)… وبنظرة فيها عتاب غاضب قال لي سيدي علي: (انت بالذات فخور بيك لانك تقول وتفعل)… وربت في حنية على كتفي وقال: (عندي هدية ليك مفاجأة اما راهو تشوفها وبعد ترجعهالي)… ودلف الى بيته واخرج لي ورقة من نوع دوبلوفاي وقال لي تفضل اقرا…
يااااااااه انها ورقة في تمرين انشاء تحمل اسمي ولقبي وانا في السادسة ابتدائي… وهل هناك هدية اثمن من تلك؟ عاد بي زمني الى زمن اخر وهنا لا بدّ من القول وانا زعمة زعمة التلميذ المجتهد والنجيب جدا في مادة اللغة العربية طيلة دراستي… لابدّ من القول اني عشت عديد المواقف والاحداث في حياتي التي تعطلت فيها كلماتي… نعم لغة الكلام احيانا تتعطّل عندما تجتاحنا مشاعر غامرة…. فنصبح كقشّة تبن في لجج البحار… هل يعني ما قلته انّ لغة كلامي ستتعطّل وتقف عند هذا الحدّ في الحديث عن خالقي وعن الدين واهل الدين؟؟ ابدا ما قلته لحدّ الان هو غيض من فيض… ولكن للتذكير وللتاكيد مرة اخرى اقول: ما دوّنته وسأدوّنه في قادم الاوراق هو تجربة شخصية لا ارمي من ورائها اعطاء درس لايّ كان… انا لست مؤهلا لذلك بتاتا… بل وهذي تلميحة مقصودة اعتبروها بداية الغيض لورقتي المقبلة او مخالفة غير مباشرة، كم اشفق كثيرا على كل من يعطي دروسا في الدين لانه رغم ما بداخله من نوايا سيحمل وزره ووزر من يتبعه.
ـ يتبع ـ

جور نار
هل يقود ترامب العالم… وهو في حالة سكر؟!
نشرت
قبل أسبوع واحدفي
15 فبراير 2025من قبل
محمد الأطرش Mohamed Alatrash
محمد الأطرش:
غريب أمر ساكن البيت الأبيض!
دونالد هذا وفي مكالمة هاتفية مع فلاديمير بوتين استغرقت ساعة ونصفا، صدم الأوروبيين وأذهلهم وسحب البساط من تحت اقدامهم وهم يغطون في نوم لا يعلمون…

دونالد اتفق مع فلاديمير على فتح مفاوضات فورية تهدف إلى نزع فتيل الحرب بين روسيا وأوكرانيا وسيكون ذلك في لقائهم المرتقب في الرياض خلال الأيام القليلة القادمة… دونالد هذا لم يُعلم الاتحاد الأوروبي ولو بالإشارة… ولم يلتفت حتى إلى ما يردده قادة أوروبا حين صرحوا وأعادوا وكرروا أنه “لا يجب التفاوض بشأن أوكرانيا دون الأوكرانيين”… والأغرب من هذا أيضا هو ما قاله وزير دفاع العمّ سام في وقت سابق من نفس اليوم الذي التقى فيه دونالد بفلاديمير هاتفيا… وزير دفاع الماما أعلن أن بلاد العمّ سام لا تعتبر انضمام أوكرانيا إلى الناتو أمرا “واقعيا”… وأضاف أنه من الوهم التفكير أن كييف ستستعيد ولو شبرا واحدا من الأراضي التي احتلتها أو استرجعتها روسيا منذ عام 2014، ولن ننشر قوات أمريكية في أوكرانيا لضمان أمنها بعد إعلان نهاية الحرب الدائرة حاليا بين الطرفين الروسي والأوكراني…
إذن، ذهلت أوروبا مما يفعله دونالد وصدمت من سرعته في تنفيذ ما جاء به في برنامجه الانتخابي… ألم يصرخ عاليا بأنه عائد إلى البيت الأبيض من أجل “أمريكا أولًا”… لكن هل سينجح الاتحاد الأوروبي الذي لا يزال يصرّ على أن يكون له مقعد في كل مفاوضات تخصّ الصراع الجاري بين موسكو وكييف، في الحفاظ على دوره في الصراع الروسي الاوكراني رغم محاولة ترامب وبوتين سحب البساط من تحت أقدامه لغايات لا يعلمها غير ساكن البيت الابيض؟ … وماذا سيكون موقف كييف من كل ما أتاه دونالد هل ستقبل بالأمر وتتخلى عن الاتحاد الأوروبي لذي دفع من أجلها حوالي 50 مليار يورو كمساعدات عسكرية وغيرها منذ بداية الصراع العسكري بينها وبين ساكن الكرملين…؟؟ ماذا لو استسلمت كييف لما يريده دونالد وفلاديمير وهربت بجلدها من صراع قد يعيدها إلى حاضنتها الأولى روسيا صاغرة لا تقوى على شيء؟؟ والسؤال الخطير هل بإمكان الأوروبيين مساعدة كييف وضمان أمنها والوقوف في وجه بوتين بعد انتهاء الصراع الحالي دون مساعدة واشنطن، وهل للأوروبيين القدرة على ارسال جنودهم دفاعا عن كييف إن اشعلت روسيا فتيل الحرب مرّة أخرى؟؟؟
جزء كبير من الدول الأوروبية متخوف من التقارب الأمريكي الروسي الأخير فقد يكون على حساب امنهم واستقرار القارة العجوز… فدونالد قد يضمر شرا بالاتحاد الأوروبي ويحاول تفتيته بعد ان نجح من سكنوا البيت الأبيض قبله في تفتيت الاتحاد السوفييتي… ولا غرابة في ذلك فشعار دونالد اليوم وغدا “أمريكا أولًا”، يتجاهل أوروبا وتحالفه معها… كما أن التقارب بين الكرملين والبيت الأبيض قد يبعد موسكو بدورها عن بيكين… وهو هدف قد يكون في قائمة أهداف دونالد التي يضمرها للعالم ولكنه أيضا سيضعف حلف الناتو وقد يجبر الدول المكوّنة للاتحاد الأوروبي على إعادة النظر في سياساتها الدفاعية… فهي لا تقوى على حماية نفسها دون العمّ سام وقد تختار الانصياع إلى سياسات الابتزاز التي قد ينتهجها دونالد لإنقاذ اقتصاد الماما الذي وصل إلى وضع مخيف… فبعد أن أظهر دونالد لامبالاته مما قد تعانيه أوروبا اقتصاديا نتيجة للضرائب التي ينوي فرضها على صادراتها… وبعد أن وصل الأمر إلى دعوة صريحة من بوتين لدونالد لزيارة موسكو واستعداد موسكو أيضا لاستقبال المسؤولين الأمريكيين في إطار ما يبذله الجميع من جهود لإيقاف الحرب بين موسكو وكييف… وبعد ما جرى ويجري في ملف تهجير سكان غزّة… هل يمكن القول بأن دونالد مقدم على تغيير المشهد السياسي والاقتصادي العالمي جملة وتفصيلا، محاولا بذلك إعادة الماما إلى مجدها السابق وسطوتها التي فرضتها على الجميع منذ الحرب العالمية الثانية؟
خلاصة ما يجري، نحن أمام تطوّر سريع ومخيف وخطير للخريطة الجيوسياسية الجديدة للعالم… فهل ما يفعله دونالد هو استهداف لروسيا أم لأوروبا أم للصين؟ أم هو استهداف للجميع لتبقى الماما فوق الجميع…؟؟ وكأني بدونالد يبتز الجميع بشعار “ادفعوا بالتي هي أحسن لأحميكم”… ألم يفاخر بحماية دول الخليج من حاكم قُم … ألم يفاخر بحماية أوروبا من ساكن الكرملين أيضا؟؟؟
أخيرا …ألا يمكن التأكد من حالة دونالد، ألا يمكن أن يكون في حالة سكر؟!!

صن نار
- اجتماعياقبل 5 ساعات
غار الدماء… ملتقى جهوي حول الشركات الأهلية
- صن نارقبل 10 ساعات
بعد انتخابات صعبة… ألمانيا تجنح إلى اليمين، وأقصى اليمين!
- اقتصادياقبل يومين
المرسى… سوق متنقلة للصناعات التقليدية
- صن نارقبل يومين
سوريا… أزمة خبز حادة في الأفق
- صن نارقبل يومين
مشروع أمريكي لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية… مع استبعاد رئيس أوكرانيا الحالي و”وحدة أراضيها”
- صن نارقبل يومين
إسرائيليون متورّطون في تفجيرات تل أبيب… والكيان يتكتم على ذلك!
- جور نارقبل 3 أيام
من سيعيد إعمار غزّة… ومن سيدفع الثمن غاليا؟؟؟
- ثقافياقبل 3 أيام
والد “السبوعي” في ذمة الله