زيارة “بايدن” للخليج العربي والشرق الأوسط … ماذا وراءها؟
نشرت
قبل سنتين
في
حتى نعطي لهذا الحدث الهام جدا معناه الحقيقي استوجب سرد قصة “العم عبدالله” العامل الفلاحي بقريتنا سنوات الثمانينات.
كان العم يحلم باقتناء دراجة هوائية للتنقل بها الى السوق لكن كان عليه ان يتقن قيادتها و يحفظ درس علاقته الحميمية بها …وذات مرة وهو قاصد السوق الاسبوعي عبر طريق متسع وكان يقود دراجته بزهو مثل “فارس بني حمدان” وهو يمتطي حصانه الابجر، لاحت للعم “عبدالله” صخرة كبيرة الىالجانب الايمن من الشارع الواسع ..لم يتمكن من تحويل نظره عنها خوفا ورهبة من الارتطام بها او كسر ضلوعه او ساقه جراء ذلك ..فترك العم كل مساحة الشارع ليجد نفسه ودراجته الهوائية مصطدمين بالصخرة اللعينة و تتكسر اضلع العم عبدالله المسكون بالخوف و الرهبة لحدّ السقوط في “فم التنين “
زيارة “جو بايدن” ليست صفحة استبلاه جديدة للعرب او تموقعا على صدورهم وخيراتهم فهذا الامر حسمه اسلافه، انما الزيارة تدخل في اطارين هامين جدا لصالح امريكا و الدولة الصهيونية يمكن تحديدهما في:
اولا : تحقيق هدف جيو ـ استراتيجي اضافي للولايات المتحدة الامريكية يتمثل في قطع الطريق على النفوذ الروسي الصيني الايراني بالمنطقة
ثانيا : تركيز اسس حماية للدولة الصهيونية عبر الوصول الى اتفاقيات نشر منصات و محطات اعتراض في محيط البلدان المتاخمة و الفاصلة بين ايران و اسرائيل ..بالاضافة الى “خلطة ” حشد بعض الدول الخليجية صد “العدو الايراني” في استشراف لحرب قد تكون حتمية مع ايران.
و يبدو أن”بايدن” قد نجح و اوقع ضحاياه كما وقع العم عبد الله من دراجته الهوائية مادام التطرق الى النووي الايراني المهدد للمنطقة و مادام فتح مطارات المملكة للطائرات الاسرائيلية قد طرح كمقدمة للتطبيع الكامل !! تم امضاء 18 اتفاقا بين السعودية و الولايات المتحدة كما تم نعت الزيارة من قبل بايدن بالمثمرة واذا رجعنا لزيارة الرئيس الامريكي الى اسرائيل و فلسطين فيمكن استخلاص كل الزيارة في كلمتين كم تم ترديدهما منذ عشرات السنين على ألسنة رؤساء امريكا المتعاقبين: العمل على حل الدولتين دون اهمال الوجه الاخر حماية امن اسرائيل الثابت من لدن العم سام ….
نادى الرئيس الفلسطيني باعادة قنصلية الولايات المتحدة الى القدس الشرقية و حذف منظمة التحرير الفلسطينية من قائمة الارهاب و حل الدولتين على مقتصي القرارا الاممي لحدود 67 ومعاقبة قاتل الصحفية الفلسطينية الامريكية “شيرين ابو عاقلة” …
ان زيارة بايدن التي ستختم بلقاءات مع عدد من الرؤساء و الملوك العرب المشابهين للعم عبد الله (صاحب الدراجة) سينصاعون للاوامر الامريكية و سيحشرون بلدانهم في حرب بين الدولة الصهيونية المدعومة من امريكا و بين ايران الجارة التاريخية وربما ايضا التورط في اليات حلف الناتو في صورة حرب كونية مع الحلف الروسي الصيني الايراني .. فهل لهذا اجتمع الرؤساء العرب (مصر و السعودية و الاردن في قمة جدة تحت عنوان “توحيد الرؤى ” امام صخرة العم سام؟