عبد الوهاب البياتي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
داروا مع الشمس فانهارت عزائمُهًم
وعاد أوّلهم ينعي على الثاني
وسارق النارِ لم يبرَح كعادتِه
يُسابق الريح من حانٍ إلى حان
ولم تزل لعنةُ الآباء تتبعُه
وتحجب الأرض عن مصباحه القاني
ولم تزل في السجون السود رائحة
وفي الملاجئ من تاريخه العاني
مشاعل كلما الطافوتُ أطفأها
ِعادت تضيء على أشلاء إنسان
عصر البطولات قد ولّى وها أنذا
أعود من عالم الموتى بخذلان
ْوحدي احترقتُ ! أنا وحدي ! وكم عبرَت
بيَ الشموس ولم تحفل بأحزاني
إني غفرتُ لهم إني رثيْت لهم !
إني تركت لهم يا رب أكفاني !
فلتلعب الصدفة العمياءُ لعبتها
فقد بصقتُ على قيْدي وسجّاني
وما علَيّ إذا عادوا بخيبتهم
وعاد أوّلهم ينعى على الثاني .