من منصف كريمي
تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية تحيي المندوبية الجهوية بالكاف بالشراكة مع الولاية ومعتمدية وبلدية ساقية سيدي يوسف من 1 الى 8 فيفري الجاري فعاليات الذكرى 65 للحوادث التي أكدت الأخوّة التونسية الجزائرية المشتركة وذلك من خلال برنامج ثقافي تنشيطي متنوع الفقرات انطلق بتنظيم معرض وثائقي ومن خلال الصور حول هذا الحراك النضالي لمواجهة المستعمر الفرنسي،
يوم 1 فيفري تم عرض فيلم”سبّق الخير” للمخرج قيس شقير بفضاء دار الثقافة ساقية سيدي يوسف ثم عرض فيلم”سفّاح نابل” للمخرج كريم بالرحومة يوم 2 فيفري. أما يوم 3 فيفري فقد شهد احتضان مقرّ دار الثقافة عرضا للفنون الشعبية من إحياء الفرقة التراثية بساقية سيدي يوسف، فيما شاهد الحضور يوم 4 فيفري وبتنسيق من المكتبة المتجولة ولفائدة الأطفال فيلما للمخرج محمد البراك، كما قدّم يوم 5 فيفري و لفائدة الشباب والكهول عرض تنشيطي بعنوان”صقور الثقافة” للمؤطّر أيمن الحكيمي، كذلك فيلم الأطفالل”حكاية نور” للمخرجة هادية بن عائشة.
اما يوم 6 فيفري فقدّم عرض راب بعنوان”Ghost men”لغسّان الحمداني ليكون الموعد اليوم 7 فيفري بدار الثقافة مع عرض تنشيطي للاطفال ويوم 8 فيفري يكون الموعد مع اليوم الرسمي لهذا الحدث النضالي وبإشراف مسؤولين من أعلى مستوى حكومي من البلدين الشقيقين تونس والجزائر وسيتم يومها تدشين مجسّم فني للفنان الجزائري الطاهر هدهود وهو هدية من وزارة الشؤون الثقافية التونسية لأهالي منطقة ساقية سيدي يوسف تخليدا لهذا الحدث النضالي الذي جدّ يوم 1 فيفري 1958 لتكون السهرة مع العرض الموسيقي “يا الخضرا” بمسرح الأوبرا ومع الفنان لطفي بوشناق.
جدير بالذكر أن أحداث ساقية سيدي يوسف كانت ملحمة تاريخية اختلط فيها دم الشعبين التونسي والجزائري حيث نشبت جراء قصف وحشي من قبل طيران الاستعمار الفرنسي آنذاك على ساقية سيدي يوسف بولاية الكاف شمال غربي البلاد التونسية وعلى الحدود الجزائرية إذ قامت حينها قوات المستعمر الفرنسي بقصف سوق أسبوعية في القرية ممّا أدى إلى استشهاد 70 شخصا من بينهم 20 طفلا أغلبهم من تلاميذ مدرسة ابتدائية و11 امرأةً وإصابة 130 آخرين كما تم تدمير 130 منزلا و85 متجرا ومدرستين، وقد صادف قصف السوق حضور عدد من الجزائريين إلى القرية لتسلّم بعض المساعدات من الهلال الأحمر التونسي والصليب الأحمر الدولي لتتم مداهمة القرية حوالي الساعة الحادية عشرة صباحا بأسراب من الطائرات القاذفة فاستهدف القصف المدرسة الابتدائية وغيرها من المباني الحكومية ومئات المنازل كما استمر نحو ساعة من الزمن لتتحوّل القرية إلى خراب.