جور نار

سالم حمزة: أوان الشباب

نشرت

في

منذ عشر سنوات لم ألاحظ تعاطفا من الفايسبوكيين مع الفيديوات كالذي حدث مع فيديو ألفة الحامدي الرئيسة المديرة العامة لتونس آر.. و بدرجة أقل مع فيديوات المحمودي متاع القمح الفاسد..

<strong>سالم حمزة<strong>

و أتصور أن كلام ألفة الحامدي مس الجمهور العريض لما احتواه من شعور صادق خال من التجمل و التجميل.. ربما لأننا تربينا على نمطية متحجرة للرؤساء المديرين العامين و الوزراء و المسؤولين عموما.. تعودنا على الخطاب المبدوء بديباجة و خاتمة (و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون..) ألفة الحامدي برهنت أن الخطاب تغير.. و أن الزمن لم يعد زمننا نحن الكهول و الشيوخ.. تونس تحتاج لجيل جديد في كل المواقع لان العالم تغير..

مجلس النواب الذي أجمع التونسيون أنه ساهم في تعفن المشهد السياسي و ترذيله خير شاهد على أن مراهنتنا على الشباب كذبة كبيرة: إذ نجد في البرلمان الحالي 109 نواب تتراوح أعمارهم بين 40 و 55 سنة في حين أن 40 نائبا تفوق أعمارهم الخامسة و الخمسين.. و بذلك هم يمثلون أغلبية مريحة بما أن النواب الأقل من 40 سنة لا يتعدى عددهم 50 نائبا..

و تقول الاحصائيات إن معدل أعمار شهداء الثورة لا يتعدى الثلاثين سنة و رغم ذلك عشنا فترة رئاسة فؤاد المبزع كأول رئيس بعد الثورة و عمره انذاك 78 سنة ثم جاء المنصف المرزوقي البالغ من العمر وقتئذ 66 عاما و بعده انتخبنا المرحوم الباجي وهو في الـ 88.. ليتوفاه الاجل و يأخذ مكانه محمد الناصر صاحب الـ 85 خريفا.. و ها أننا تحت رئاسة قيس سعيد ابن الـ شتاء.. و كأن هؤلاء ساهموا في الثورة أو كأن الكفاءات حكر على الشيوخ..

ألفة الحامدي و أمثالها يوم يؤتمنون على مسؤولية لن يفكروا في تضارب المصالح لأنهم سيفكرون في نحت مسيرة طويلة.. المستقبل أمامهم و الطريق طويلة و طموحاتهم كبيرة و لن يرضوا بتدنيسها مبكرا.. حقيقة أخرى أماطت عنها ألفة الحامدي الغطاء و كشفت عورتها و تتمثل في المتسللين للنقابات من أجل قضاء مصالحهم و لو كان ذلك على حساب المؤسسات و الوطن و المواطن..

إذ لا يخفى على الكثيرين أن العجز المالي لـ “تونس ٱر” و الستاغ و السوناد و الشيمينو و قمرق الدخان ساهم فيه بدرجة كبيرة المحسوبون خطأ على العمل النقابي و حشاد بريء منهم و من انتهازيتهم..

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version