هل تشعر أمتنا العربية بحجم الصمود الذي قدمه الشعب الفلسطيني و قيادته أمام عاصفة ترامب الخرف للحفاظ على حقوقنا الوطنية المشروعة ؟ لقد أراد دونالد ترامب من عاصفته الهوجاء أن ينهي القضية الوطنية الفلسطينية بوقف دعم منظمة إغاثة اللاجئين التي تقوم برعاية اكثر من خمسة ملايين فلسطيني في الأردن و فلسطين و سوريا و لبنان و مصر هجّرتهم وشردتهم اسرائيل عام 1948و عام1967.
وقد سار المجنون ترامب وفق خطة صهيونية لتصفية جوهر القضية وهم اللاجئون. و توقف دعم الولايات المتحدة عن دفع200مليون دولار سنويا .ثم انتقل إلى تصفية الوجود الفلسطيني داخل وطنه و كان هدفه نقل ملكية وطننا المحتل سواء في القدس أو في مناطق شرق فلسطين لضمها إلى الكيان الغاصب علي ان تكون بموافقة فلسطينية رسمية … غير أن الموقف الرسمي الرافض خرج من رجل طاعن في السن تجاوز الثمانين عاما، و بتاريخه و جذوره و شجاعته وحكمته قال لا لن نركع،و لمن ضغطوا عليه أعلن رفضه التفريط في حقوق الشعب الفلسطيني .قالها وتمسك بها و سانده شعبه الذي خضع لعمليات تجويع و حصار ترافق مع حجز اسرائيل الأموال الفلسطينية من المقاصة، و وقف رواتب الموظفين التي لم تدفع على مدار عام كامل سوى 50%لكل موظف … مما ضيق الحراك الاقتصادي الذي ترافق مع جائحة كورونا .و بقي الشعب الفلسطيني و قيادته شامخين بصمودهما الرائع رغم التجويع …
و ذهب إلى الجحيم ترامب بصفقته كما سقط غيره في وحل أعماله و سياساته التي أنكرها كل حرّ في الولايات المتحدة و دول الغرب و المجتمع الدولي … و ذلك رغم تساقط عربان أمريكا و اسرائيل ليشكلوا ضغطا إضافيا على الفلسطيني الذي تمسك بحقه أمام الغطرسة الصهيونية الأمريكية لفرض حالة من الاستسلام على أمتنا و شعبنا … لكننا قاومها أحرار الإرادة تحت احتلال صهيوني مدعوم استعماريا حتى النخاع و أما الزبد فيذهب جفاء و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض .
و يعلم الشعب الفلسطيني حجم ضغط دول المطبعين و المتهاونين و الذين طعنوه بالوجه قبل الظهر .و انطلاقا من كل ما تقدم، نطالب شعوب أمتنا بإعادة صياغة ميثاق شرف يرسم حدود سياسات حكامها و المحافظة على قيم الأمّة و تراثها و حقها في الدفاع عن أمنها القومي .