دراما نار

“سقوط الجاسوسة” أو الاحتكاك الخطير بين المخابرات

نشرت

في

بعد أن وقع الضابطان حسان و عماد بايدي جهاز الـ “كا جي بي” وتم التحقيق معهما وانتهت المرحلة الخطيرة جدا بقتل العميل التركي من لدن بوريس، نتدرج خلال هذه الحلقة الى سقوط الجاسوسة “ميرا” التي تتحرك تحت غطاء صحفية اوكرانية وتطلق على نفسها اسم ” “إينيها”…

<strong>محمد الزمزاري<strong>

يرن جرس هاتف المحافظ حسان (انها ميرا مجددا): الو صديقي العزيز محمود .. اني أتألم قليلا هل لك ان تجلب لي دواء لهذه النزلة اللعينة؟

حسان: ليس الآن حالا يا “إينيها”. لاني بعيد قليلا لكن ساتدبر لك الدواء ..ذكريني بعدد غرفتك بالنزل

ميرا: غرفة 26 الطابق الثالث يا غبي ..لقد ذكرت لك ذلك مرتين !

حسان: اوكي سأكون عندك …حافظي جيدا على نفسك

(بعد حوالي نصف ساعة وبعد ان قام الضابط حسان ببعض الترتيبات الأمنية الاحتياطية يدخل المصعد الأزرق اللون قاصدا الطابق الثالث .. ينقر باب الغرفة 26 بلطف تفتح ميرا الباب وهي بلباس فيه الكثير من الاغراء وتكاد تكون عارية الصدر الناهد المكتنز)

ميرا: تفضل صديقي محمود (يمد الضابط حسان لفة الدواء لميرا) …اوه ..شكرا صديقي الوسيم

حسان: لم تتدبر لك إلا بعض الادوية الحفيفة يا “إينيها” … جل الصيدليات مغلقة والبعض منها مخرب هل تريدين ان ارافقك للاستعجالي؟

ميرا: لا لا شكرا عزيزي تعافيت بعد رؤيتك ..أنا الان بخير احسن بكثير (ثم تستطرد) اجلس بجانبي نحتسي كاس بوخا أحب هذا النوع من الخمر عندكم انه ينشر الدفء و الانتشاء و لا يسبب الام الرأس مثل ذلك الذي عندنا بأوكرانيا

حسان: انها خمر مستحضرة من التين، أول من انتجه هو يهودي تونسي يسمى بوخبزة راوول لذلك سمي هذا المشروب “بوخا بوخبزة”

ميرا: أنا لا أحب اليهود و أحب هذه الخمر و أنت هل تكرههم مثلي؟

حسان: هذا سؤال ساذج عزيزتي و لا يليق بصحفية بارزة مثلك ..لماذا سأكره اليهود؟ نحن نتعايش معهم منذ قرون خلت لا فرق بينهم وبين اصولنا الاخرى مثل الامازيغية و العربية و الرومانية و الإفريقية كلنا نجتمع على حب بلادنا تونس … لاحظي يا عزيزتي ان كنيس اليهود ينتصب بأهم نهج بالعاصمة تونس مثله مثل المساجد و الكنائس الارتودكسية أو الكاتوليكية على حد سواء

ميرا: اقرب الى جانبي محمود. لقد احببتك. أنت لطيف جدا و وسيم …اقرب لن أكلك .. اشتهيك فقط …لكن قل لي هل تعرف حكايات أخرى عن اليهود بتونس؟

حسان: مثلا يا “إينيها”؟

ميرا: تقول الخرافة لدى إليهود ان نبتة “الفيجل” المتكاثرة عندكم بتونس قد كان نبيهم موسى هو أول من زرعها وكان يداوي بها الامراض المستعصية لدى بني اسرائيل … يذهبون في الاعتقاد انه زرعها يوم السبت لكن يقولون حذار لأن من زرعها أو اقتطفها يوم سبت ستذبل ويصيب الشر زارعها أو مقتطفها (تضحك) الاغبياء ! يزورون بعض المدن التونسية ليشتروا رزم الاتربة من الأطفال بمقابل و يحملون تلك الاتربة الى اسرائيل علها تساعد على الحصول على فتاة أحلامهم … نبتة “الفيجل” قوية الرائحة لحد الغثيان …

حسان: عزيزتي الفاتنة، قد تكون هذه خرافة ضمن خرافات أخرى أما اليهود فهم اذكياء ولا يمكن نعتهم بالغباء . كفى عنصرية عزيزتي. انها غير متطابقة مع جمالك وانوثتك الفياضة !

(تقترب منه ميرا تلاصقه تقبله ثم يرتميان على الفراش الوثير ليرتفع مواؤها وفحيحها وشهيقها وعند نهاية ارتفاع الموجة و هيجانها وعودة المشاعر الى استكانتها تطبع على شفتي حسان قبلة دافئة ثم تتمدد كي تجذب نفسا من السيجارة ووجهها يتلألأ رضى ويتالق بهجة وحمرة و انتشاء)

ميرا: محمود حبيبي ترى الى اين وصلت الاوضاع الآن وهل تبينتم الخيط الأبيض من الأسود؟.

حسان: صحيح الاوضاع خطيرة جدا ميرا: أنا اتساءل بينى و بين نفسي عما ستتمخض عنه هذه الانتفاضة الشعبية؟

ميرا: اسمع يا محمود حبيبي قد تنجر البلاد الى حرب اهلية أو سيسلمونها للاخوان المسلمين. . انظر ما وقع في السودان وافغانستان… انهم وباء.

حسان: لا ادري يا حبيبتي أنا لا اتقن السياسة كثيرا كانت دراستي هندسية ولم اشارك طوال سنوات الجامعة في أية حلقة من حلقات التنظيمات الطلابية، يمينية كانت أم يسارية … أنا اغبط زملائي الذين أتقنوا السياسة فترة الجامعة.

ميرا: محمود يبدو ان امرا غريبا يشتمّ من هذه الانتفاضة

(يلتزم الضابط حسان الصمت بينما تنهض ميرا من الفراش عارية لتدخل الحمام بعد تفحص هاتفها و رميه مقلوبا فوق الفراش …ينتهز الضابط حسان الفرصة لفتح حقيبتها اليدوية بخفة، يتفحص جواز سفر اوكرانيّا مزيفا، ثم يحتفظ بجهاز حاسوب صغير جدا وقلم تبين له انه يستعمل كاميرا متطورة وايضا سلاحا مسدسا ..تصفح كنشها الصغير الحجم ثم اعاده مع جواز سفرها بسرعة عندما بلغ الى مسامعه صوت انقطاع الماء إثر غلق حنفية الحمام … وخرج قائلا للمرأة انه سيكون بانتظارها. بمقهى النزل بالطابق السفلي) …

ـ يتبع ـ

(في الحلقة القادمة : كيف هرب فريق الموساد؟)

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version