فُرن نار

سقوط ماريوبول وقوة التكتيكات الروسية

نشرت

في

لم يكن هدف روسيا أن تقوم باحتلال العاصمة الاوكرانية، و لو كان ذلك من ضمن غاياتها الأساسية. لحشدت له القوة الكفيلة باكتساحها في يوم أو يومين على الاكثر.

<strong>محمد الزمزاري<strong>

ان الهدف من العملية العسكرية الروسية يبقى إتناء اوكرانيا (و لو بقوة السلاح) عن الانضمام الى حلف الناتو و وضع نفسها كموطىء قدم للغرب و الولايات المتحدة كقاعدة حصار عسكري ضد روسيا على غرار الدول الاخرى الواقعة على حدودها مثل رومانيا و بولونيا و ليتوانيا .. و يتجسد البرنامج الروسي قبل كل شيء، في ضرب حصار على أوكرانيا و تدمير ما اختزنه الحلف الأطلسي باراضيها من معدات عسكرية و مخابر بيولوجية موجهة بالأساس ضد روسيا و بلاروسيا، والتحضير الفعلي لحرب هادئة أو نووية أو بيولوجية معها ..

وهذا ما دعا الروس لوضع اولوية الدفاع عن وطنهم و استباق الخطر المنظور الذي تخطط له القوى المعادية و الذي يبدأ باستنزاف الاقتصاد و الحصار الخانق قبل أية مواجهة عسكرية … وهذا ايضا ما دفع بالاطراف الغربية (الناتو) إلى مضاعفة تسليح الجيش الاوكراني، و مساعدته بالاموال الجرارة من كل حدب و صوب و دون حساب أملا في توسيع رقعة الحرب واطالتها لانهاك القدرة العسكرية الروسية و اختبار مدى كفاءتها ميدانيا … و ايضا التجسس على تطور الأسلحة الروسية، و ذلك على يد جيش من أعوان المخابرات المتعددة الجنسية ومن مرتزقة و ضباط يتولون تدريب الجنود الاوكرانيين.

لا يهم الغرب و الولايات المتحدة الامريكية تدمير اكورانيا أو تكدس جثث جنودها، قدر ما يهمهم ضمان بقاء منصاتهم العسكرية والجزء الأكبر من مخططها في حالة نشوب حرب ثالثة و ايضا نشوب نزاع حدود مع احدى دول الناتو بشرق أوروبا …

لقد تبين بكل وضوح ان لعبة احتلال العاصمة الاوكرانية لا تعدو ان تكون خطة تكتيكية عسكرية لا تتجاوز ما تم تحديده لها … ذلك ان الهدف الثاني و المهم ايضا والمترابط مع حرص بوتين على ضمان حماية حدود بلده، هو فرض شلل كامل على شرق اوكرانيا والاعتراف بالمقاطعات القريبة من روسيا و تدمير كل ما حشدته اوكرانيا طوال سنين خلت بالوكالة عن الناتو من ثكنات و مخابىء و تجهيزات و منصات صواريخ و مخابر بيولوجية. …

الآن تسقط ماريوبول وهي من أهم المدن الاوكرانية من حيث الاستعدات العسكرية اولا و باعتبارها أهم منفذ للاجهاز على ما تبقى بشرق اكرانيا من موانى و دفاعات و منافذ اقتصادية …فقد فهم الاخصائيون اليوم ان قصة العجز و التراجع عن دخول العاصمة لم تكن في الواقع إلا تكتيكيا عسكريا.

و لتتويج هذه الخطة يكتفي الروس اليوم بضرب المستودعات و ناقلات الأسلحة القادمة من أوروبا. عبر مسالك سرية يعرفها الروس اكثر من الاوكرانيين… كما تم خلال الايام الأخيرة حصار اعداد كبيرة من المرتزقة الاوروبيين بمدينة ماربول المتحصنين بمخابىء أرضية سرية … و قد خيرت اعداد منهم الاستسلام، فيما بقي عدد ضئيل متمسك بالدفاع في انتظار نزول الالة الجهنمية للقضاء عليهم …

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version