سيّان عنديَ ، مفتوحٌ و منغلقُ
يا سجنُ ، بابُك ،أم شُدّت به الحلَقُ
أم السياط ، بها الجلاد يلهبني
أم خازن النار ، يكويني فأصطفقُ
و الحوض حوضٌ، وإن شتى منابعه
ُأُلقَى الى القعر ،أم أُسقَى فأنشرِق
سرّي عظيم ، فلا التعذيب يسمح لي
نطقًا ، و رُبّ ضعافٍ دون ذا نطقوا
يا سجن، ما أنت ؟ لا أخشاك، تعرفني
من يحذق البحر ، لا يُحْدِقْ به الغرق
إني بلوْتك في ضيق ، وفي سعةٍ
و ذقت كأسك ، لا حقد و لا حنق
أنام ملء عيوني ، غبطة و رضى
على صَياصيك ، لا همٌّ و لا قلق
طوع الكرى، و أناشيدي تهدهدني
و ظلمة الليل، تغريني فأنطلق
والروح تهزأ بالسجان ساخرة
هيهات يدركها ، أيّان تنزلق
تنساب في ملكوت الله سابحة
لا الفجر إن لاح يُفشيها ولا الغسق
و رُبّ نجوى ، كدُنيا الحب ، دافئة
قد نام عنها رقيبي ، ليس يسترق
عادت بها الروح ، من سلوى معطّرةً
فالسجن ، من ذكر ( سلوى) ، كله عبَقُ …
ـ مفدي زكرياء ـ