عصا التسيار

سنغافورة: جزيرة الفقر و الشتات و النفايات … التي تحولت إلى عملاق عالمي

نشرت

في

سنغافورة جزيرة صغيرة بلا موارد طبيعية على الإطلاق، و هي البلد الأصغر مساحة في جنوب شرقي آسيا … حصلت على استقلالها عام 1965… جاء محام شاب اسمه “لي كوان يو” متخرج حديثا من جامعات بريطانيا ليشهد طرد بلاده من اتحاد ماليزيا … و ليفوز في أول انتخابات ديمقراطية بمنصب رئيس وزراء الدولة المستقلة التائهة … فيجد أمامه العديد من المشاكل كالبطالة وأزمة السكن والفساد الإداري والركود الاقتصادي و تكاثر الفضلات في شوارع مظلمة تعمّرها الجريمة… لم يكن لديه من حل سوى ثروة وحيدة تملكها بلاده و تدعي امتلاكها بلاد متخلفة كثيرة تجحد ثرواتها الطبيعية: الإنسان … و رغم أن شعب سنغافورة هو مجموعة غير متجانسة ترجع أصولها إلى الصين والهند والجزر الماليزية وغيرها، فقد اشتغل “لي كوان يو” على تنمية هذا الإنسان، بالتخطيط السليم و مكافحة (حقيقية) صارمة للفساد، و نظام تعليمي راق عماده الأساس رفع مستوى المعلّمين إلى أقصى الدرجات … و تثبيت ذلك في قوانين لا لعب معها و لا غفلة …

اليوم سنغافورة هي خامس أغنى دولة في العالم من حيث احتياطي العملة الصعبة الذي وصل إلى أكثر من 170 مليار دولار، وهي أيضا أكثر البلدان استقرارا سياسيا في آسيا طبقا للكتاب السنوي للتنافسية العالمية … و هكذا انتقلت جزيرة مليئة بالمشاكل والتناقضات من تصنيف العالم الثالث إلى العالم الأول خلال جيل واحد فقط … إنها لمعجزة حقا …

و إلى جانب نهضتها الاقتصادية و العلمية و الحضارية التي تحولت بفضلها إلى إحدى الدول الأكثر تقدما، تعتبر سنغافورة من أهم و أجمل المقاصد السياحية المشهورة على مستوى العالم والتي يؤمّها ملايين السياح سنويًا، كما أنها من أهم الدول التي تحافظ على الحياة الطبيعية بها سواء الحيوانية أو النباتية أو غيرها.

سنغافورة ربما لا تكون منتشرة على مستوى شعبي في السفر والسياحة، ولكن ما جعلها من أهم الوجهات السياحية في العالم هو انتشارها في نطاق المشاهير و الأثرياء من القارات الخمس … هذه المدينة الصغيرة لا تكاد تصدق أنه يزورها سنويًا عدد يتراوح ما بين 10 مليون و15 مليون زائر رغم أسعارها الخيالية في أكثر الأماكن.

سنغافورة مطار شانغي
مطار شانغي الدولي بسنغافورة تحفة فنية في حد ذاته

مع العلم أن عدد السكان لا يتجاوز 5 مليون نسمة …سنغافورة تعد خيالية في الصور والأماكن والاستمتاع كما أنها مذهلة في الأسلوب الراقي التي تتعامل به مع السياح أو المحليين فهي تعد من أقل الدول في معدلات الجريمة؛ لذا فمن يقصدها سوف يشعر بالأمان والراحة والاسترخاء.

كما أنه توجد بها معالم مدهشة تجمع بين الآثار التاريخية والمباني الأثرية وبين الحداثة في التصميم والصورة العامة التي تعبر عن مدى تطور سنغافورة ومواكبتها للعصر و مستجداته مع الاحتفاظ بتراثها وتاريخها.

وسائل النقل متطورة جدا، النقل العمومي خاصة (على عكسنا بالضبط) من الحافلات المريحة المكيفة؛ إلى مترو الأنفاق الذي يربط المدينة بأكملها كدائرة متصلة، وتأكد أنه يوجد أكثر من محطة مترو بجوار كافة المعالم السياحية بسنغافورة… أما السيارة ـ سواء كانت خاصة أو بالأجرة ـ فهي باهظة الكلفة و الضرائب، إلى درجة تفضيل الوسائل العامة عليها…

من أهمّ مزارات سنغافورة

جزيرة “سنتوزا”:

جزيرة الأحلام هذه،  تضم العديد من المنتجعات السياحية التي تحوي أماكن ترفيهية وسياحية وسياحة علاجية، هذه الجزيرة لا يقل عدد زوارها سنويًا عن سبعة مليون زائر سواء من الأهالي المحليين أو الزائرين على مستوى العالم.

كما أنك في هذه الجزيرة سوف تزور ما لا يقل عن ستة أماكن مصنفة عالميًا منها ملاهي يونيفرسال ستوديوز، و أكواريوم سنغافورة و متحف “مدام توسو” الشمعي و منتزه ” ميغا أدفنشتر ” المطل على البحر…..

حدائق الخليج:

تنقسم إلى ثلاث حدائق بداخلها تتمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة حيث يمكن زيارة البيت الزجاجي للنباتات والمعروفة باسم ” قبة الزهرة وغابة الغيوم ” بالإضافة إلى المشي على الجسر المعلق وبستان الأشجار الذي يبلغ طول بعض أشحاره 50 مترا …

منتزه الطيور “يورونغ”:

هذا المنتزه الذي يشغل مساحات شاسعة ويعتبر من المحميات البرية في سنغافورة يعتبر مقصدا هاما للسياح،لأنه يحتوي على مجموعة من الطيور النادرة والجارحة بمختلف أنواعها.

يمكن داخل هذا المتنزه زيارة مركز البحوث وتربية الطيور بجانب المشي في منطقة الطيور الجارحة كالنسور والصقور وغيرها، وزيارة بحيرة طائر الفلامينغو و جنة الببغاء ….

الحديقة النباتية:

تعد حديقة سنغافورة النباتية من أحد مواقع التراث العالمي المسجلة لدى منظمة اليونسكو؛ لأن عمرها يزيد عن مائة وخمسين عامًا حيث تم إنشاؤها في القرن التاسع عشر.

وهذه الحديقة التي تمتد على مساحات شاسعة خضراء تضم أكثر من عشرة آلاف نوع من النباتات، مع العلم أنها تخصص حديقة مفردة لزهرة الأوركيديا بأنواعها

حديقة “الميرليون”:

الميرليون بارك هذا المنتزه الذي يعبر عن ثقافة الشعب السنغافوري، و هو على اسم حيوان له رأس أسد وجسم سمكة يحاكي تاريخ سنغافورة ويخرج من فمه الماء مثل الشلالات.

حديقة “فورت كانينغ”:

هي عبارة عن تلة مبنية على مساحة صغيرة يوجد بها حصن عسكري قديم تم استعماله لحماية الجزيرة في الحرب العالمية الثانية … أما الآن فقد أصبحت من أكبر وأهم المقاصد السياحية في سنغافورة بمحتواها الفريد من النباتات والحيوانات بمختلف أنواعها.

كما توجد بها حديقة التوابل المشهورة والتي تحتوي على نباتات نادرة

متحف سنغافورة الوطني:

هذا المتحف يعد أقدم متحف في سنغافورة حيث يرجع إنشاؤه إلى النصف الأول من القرن التاسع عشر يقع بالقرب من حديقة فورت كانينغ.

سنغافورة هي أيضا …

لا تنسى أن تأخذ جولة ساحرة في سماء سنغافورة بواسطة التليفريك المكيف والرخيص في ثمنه؛ لتشاهد معالمها بأكملها في جولة مميزة بين الجزيرة والجبل.

لا تفوت زيارة يونيفرسال ستوديوز في جزيرة سنتوزا معقل صناعة سينمائية مزدهرة أنتجت أغلب أفلام الكاراتيه منذ السبعينات، و اشتهر منها نجوم كبار أمثال بروس لي، جاكي شان ….

من المعالم المهمة الأخرى فندق مارينا باي ساندس ذو الثلاثة مباني والتي تعلوها سفينة الأحلام بين الغيوم وهي مسبح مكشوف يقع  في سطح الطابق 57  

كما يوجد بالمدينة ـ الدولة:

الحي الصيني بأسواقه و معبد ” صن بوذا الأثري”

المعبد الهندي في القسم الذي يقطنه الهنود

هناك جامع أيضًا في سنغافورة وهو جامع السلطان الموجود في منطقة ” كامبونج جلام ” وهذه المنطقة سكانها مسلمون و بها آثار عربية إسلامية مختلفة، بالإضافة إلى شارع العرب القريب منها

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version