سيدي الرئيس … كُن عمر بن الخطّــاب و لا تكن عمرو بن العاص !
نشرت
قبل 3 سنوات
في
مرّت من شهر التجميد نصفه.. و لابد من الاعتراف أن السيد الرئيس فتح ملفات لم تفتح الحكومات السابقة عشرها.. رغم أن القاصي و الداني عرف و اكتشف و اقتنع بعد أن رأى بالعين المجردة الفساد يمشي مترجّلا و الفاسدين بتجولون تحت حماية الدولة..
السيد الرئيس وعد بكشف الفاسدين و المتسترين بالحصانة البرلمانية أو بسند حزبي.. و ذلك ما شفع له و جمّع حوله أصواتا متنوعة حزبيا حتى من الأحزاب المناوئة له.. أغلبيتها اقتناعا و أقلّيتها خوفا.. لكن الملاحظة الأبرز في ردود الافعال أن الفايسبوكيين مركزون على جهة واحدة: ينادون بالمحاسبة و المحاكمة: و هذا مفهوم إيديولوجيا و حزبيا.. لأن لكل طرف تفسيره للفساد..
لكن لنتفق ان بلادنا عاشت أسوأ عشرية لتفشّي الفساد: فساد عمّ و استشرى.. تهز حجرة تلقى تحتها شبهة فساد.. و من المؤكد أن السيد الرئيس لن يقضي على كل الفاسدين في وقت قياسي.. لكن نرجو ان يركّز على الحيتان الكبرى: السردبنة نخلّوها لما بعد.. فقط: نتمنى أن تكون المحاسبة دون تشفّ أو تسجيل أهداف حزبية انتخابية..
نتمنى تجنب فرز قضايا الفساد و الفاسدين.. فأنت رئيس كل التونسيين و لا فرق بين فاسد و فاسد إلا بوضوح المستندات و أركان الجريمة.. باختصار: شخصيا سأصفق طويلاً لرئيسي لو فتح مثلا عشرة دوسيات: سبعة من اليمين و واحدا من الوسط و ثانيا من اليسار و ثالثا من منظمة الأعراف أو الشغالين..
وقتها سأقول: عندنا رئيس لا يخاف في الحق إلا على مصلحة البلاد..