العودة المدرسية عيد للبعض و أشغال شاقة لآخرين.. و تختلف المشاعر بالنسبة للأطراف المعنية من تلاميذ و أولياء و مربين.. و ما يهمنا اليوم ذاك المعلم و الأستاذ لأن دورهما مفصليّ في تحديد علاقة التلميذ بدراسته: قداش من معلم كرّه التلميذ في المدرسة و قداش من أستاذ نفّر التلميذ في المادة..
لكن مقابل ذلك برشة معلمين و أساتذة كان لهم الفضل في عودة نكهة القراية لعديد التلاميذ.. و من هنا ليت المربين يُولون أهمية كبرى للجانب النفسي: ففي الابتدائي أنت سيّدي تتعامل مع أطفال نفسيتهم هشة و تأثرهم سريع سلبا و إيجابا.. و في الإعدادي و الثانوي تتعامل مع مراهق شخصيته بصدد التكوّن و التكوين.. أنا في بلاصتك -أول العام قبل ما نحفظ أسامي تلامذتي- مستحيل نقول لتلميذ: أنت إلي قاعد جنب فلان.. أنت صاحب المنديلة ولا الكاسكات ولا النظارات..
يا سيدي اجتهد و كل تلميذ يضع قدامو ورقة عليها اسمه و لقبه.. أنا في بلاصتك لا أسأل عن مهنة الأب و الأم: لعل بوه بطّال.. لعل في الحبس.. لعل أمّو ميّتة.. أمور كهذه يكتشفها المربي لاحقاً و تبقى سرّا بينه و بين المعني بالأمر.. تعرفوها حكاية الطفل إلي سرقولو منڨالتو في القسم و المعلم قاللهم: باش نفركسكم.. أما غمضوا عينيكم باش ما تعرفوش شكون السارق..
المهم فركسهم و رجّع المنڨالة لصاحبها.. بعد 20 أو 30 سنة جاء شاب يسلّم على هاك المعلم.. قالو: حبيت نشكرك خاطر هاك العام لقيت عندي المنڨالة و سترتني قدام صحابي و حتى نظرتك لي لم تتغير.. قالو: والله تو عرفت إلي أنت السارق.. خاطر حتى أنا غمضت عينيّ باش مانعرفش شكون صاحب العملة..
أخيراً.. من أراد إنجاز رسالته في أحسن الظروف: عليه أن يدخل قسمه منتشيا و يخرج منه مرهقا.. الشِيخة في أي عمل تساهم في تجويده.. انظر إلى كهل يعمل في الرياضة: يجري ساعة وهو مُنتشِِ فلا يتعب.. و شاب يجري خمس دقائق وراء الكار الصفراء كيفاش أعصابو متوترة..