بارد ..
يتنفس،
قطار العمر يأكل الحلم..
يهتك موسيقى الروح البعيدة…
بارد…
يتنفس..
الليل خلف الستائر المبللة بظلها الممدود…
بارد يتنفس…
هذا المساء العابر كالريح ..
أمسكه فيتهاوى بين كفي ترابا…
باردا…
لكنه يتنفس !
في هذا المعطف الجديد..
تأتي إليّ الذكرى من الجهات الأربع “خاوية على عروشها” !
تسيل بين مفاصلي شرابا مثيرا يدفعني نحو الأمس سحابة “ميلتون” وأمطار “دانتي” !
مستنفرا كالبلاد أقف مثل وطن مخنوق برماد عثراته المتواترة كدوائر رياح الجنوب الرملية…
متعثرا كالقدر الثقيل الجاثم على صدر هذا البلد المكابد..
أمشي إليك…
مسرعا بين أقصى محطات هذا العمر الذاهب..
أذهب فيك شاردا مثل مسافر يجلس قرب نافذة القطار تضيع منه الأماكن كل ثانية..
تذهب في غياهب الخسارات…
مسرعا مثل قلبي أحصي أرصفة الشارع الوحيد الذي يقودني إليك…
أيها الوطن الهارب توقف…
أيها الوطن المتهاوي توقف…
توقف كي أراك …
أنا مثلك أيها الوطن حزين…
مثقل بسنين العمر الباردة..
..فالمتشابهون بالجراح يلتقون تحت سقف واحد…
تحت سقف هذا العالم الميت “كأعجاز نخل خاوية” !