علمت “جلنار” أن الفنان القدير توفيق الناصر يمر هذه الأيام بظروف صحية حرجة للغاية، و قد اتصلنا بالسيدة حرمه للسؤال عن أحواله و رجائها إبلاغه التحية و تمنيات الشفاء من كامل أسرة الجريدة.
و لكن ما يلفت الانتباه و يوجع القلب، أن لا أحد من مسؤولي الثقافة و الدولة سأل عن هذا الفنان الكبير الذي أعطى الكثير للأغنية التونسية … لا سؤال عنه و لا مبادرة على مساعدته للخروج من هذه المحنة، كما تفعل الدول المحترمة مع فنانيها و رموز ثقافتها … تلك الدول التي لا تكتفي أيضا بالسؤال عن حال الفنان، بل تتكفل بعلاجه و دراسة وضعه الاجتماعي و العناية بأسرته و ذاك واجب دولة و مال شعب و لا منة لأحد..
و الفنان توفيق الناصر ينتمي إلى جيل حاول تجديد الأغنية التونسية منذ بداية السبعينات، مثله مثل محسن الرايس و كمال رؤوف و محمد القرفي و حمادي بن عثمان و عز الدين العياشي، فاجتهدوا و نجحوا أحيانا و لم يوفقوا في أحيان أخرى … كما استمرّ توفيق الناصر في البحث و التجديد فأسس أواخر السبعينات فرقة “أصحاب الكلمة” مع مجموعة من الشباب أحدهم مقداد السهيلي، و استمر في العطاء غناء و أيضا تلحينا لمطربين آخرين أمثال علية وزهيرة سالم ومصطفى الشرفي ويوسف التميمي وعزالدين إيدير ومحسن الرايس وصفوة ومن الأصوات الجديدة آمنة فاخر وسمية الحثروبي …
و قد نال هذا المطرب و الملحن المثقف الأنيق المظهر و اللغة و السلوك، أكثر مما ناله غيره من الهجومات بسبب أغنية واحدة أو أغنيتين من عشرات غناها و حققت نجاحا فنيا و جماهيريا على غرار “تتفكرني” و “وداعا لست أهواك” و “يا اللي انت غالي عليّ” و “تصويرتك في بالي” التي تحولت موسيقاها إلى تتر لأحد الأفلام، و “صباحك سكر” من قصيدة لنزار قباني، و “ناس شايخة و ناس دايخة” مع أصحاب الكلمة …