شكرا قطر … رغم بعض الأغبياء من البشر !

يكفي أن تكتب “شكرا قطر” حتى يتهمك البعض بأبشع النعوت ويجعلون منك سببا في خراب البلاد ووجع العباد هكذا هم اليوم في تونس وفي بعض الدول الأخرى…لا يؤمنون بالنجاح…ولا يقبلون من ينجح من دول كانوا يعتبرونها مجموعة من القوم الرحل والرعاة…اي نعم في تونس لا يزال الحقد يستوطن أغلب صدور سكان البلاد…

أن تشكر قطر فأنت من الذين خانوا البلاد…ومن الذين خربوها منذ 2011 …وكأنها هي من أوعزت لهم بما فعلوه بوطنهم…وكأنها هي من شجعتهم على الخروج على حكامهم…وكأنها هي من دخل خلوة الاقتراع عوضا عنهم…هكذا يفكّر أغلب الرافضين لشكر قطر والاعتراف بأن هذه القطعة من الأرض التي لا تفوق مساحتها مساحة ولاية تطاوين أبهرت العالم واسكتت كل المشككين في نجاحها في تنظيم كأس العالم والأهمّ انها أعطت صورة أخرى مغايرة عمّا يعتقده الغرب ويروّجه عن العرب، كل العرب…فبشهادة كل من عاشوا ويعيشون الحدث لم يعرف العالم تنظيما محكما كما عرفته نسخة قطر من كاس العالم…

نسخة قطر ستبقى خالدة إلى حين ينجح بلد آخر في تجاوز ما أنجزته قطر في نسختها 2022…فعلى اصغر مساحة جغرافية نجحت قطر في تنظيم حدث يعتبر الأكبر في كل العالم دون حادث ولو بسيط يعكّر صفو التنظيم…في مساحة جغرافية لا تفوق مساحة احدى ولايات تونس نجحت قطر في جمع شمل قرابة الخمسة ملايين بين مقيم وزائر…قطر نظمت وحدها نسخة 2022 عكس ما وقع سابقا في كوريا واليابان وما سيقع في النسخة القادمة التي ستنظمها ثلاثة دول هي الولايات المتحدة الامريكية والمكسيك وكندا…وهنا يكمن الاستغراب والانبهار…قطر التي لا تتجاوز مساحتها 12 ألف كيلومتر مربّع تنجح في ما ستتعب ثلاثة دول في تنظيمه بعد اربع سنوات…

قطر بأقل من نصف مليون قطري من سكانها الأصليين تنجح في استقبال واحتضان أكثر من عشرة اضعاف عدد سكانها الأصليين من زائرين ومقيمين دون حادث ولو بسيط مع فرض احترام عادات البلاد وتقاليدها وعقيدتها على كل من جاؤوا لمتابعة الحدث…قطر تنجح في لمّ شمل كل الشعوب العربية وراء منتخب المغرب ليحقّق ما عجزت عنه كل المنتخبات العربية والافريقية والاسيوية منذ انبعاث هذه الكاس… قطر نجحت وتميزت رغم الحملة التي شنتها عليها وسائل الأعلام الغربية للتشكيك في مدى قدرتها على تنظيم هذه النسخة من كاس العالم…قطر نجحت في استغلال هذه النسخة لتصنع معجزة سخر منها الكثير من العرب…فبعضهم يقول قطر صرفت 220 مليار دولار على تنظيم كأس لم تصل مصاريفها في روسيا عشر هذا الرقم…هؤلاء نسوا أن قطر لم تصرف كل هذا المبلغ في مجرّد تنظيم هذه النسخة من كأس العالم بل صرفت أكثر من تسعين بالمائة من هذا المبلغ في صناعة المستقبل من خلال بنية تحتية سابقة لعصرها تجاوزت بها كل الدول المجاورة بأكثر من خمسين سنة…

ما قدمته قطر لشعبها من بنية تحتية وانجازات ومشاريع استثماريه مستقبلية كبرى وخدمات نموذجية سيكفيها عناء نصف قرن قادم…وهذا ما يؤلم بعض الرافضين لنجاح قطر وشكرها…قطر سبقت واستبقت كل العالم في بناء وصناعة مستقبل اجيالها القادمة وابهرت كل العالم بما حققته…وبعض الذين يستجدون رواتبهم من الدول المجاورة ولا يجدون علبة حليب لأطفالهم او رطلا من السكر في حوانيتهم يستهزئون مما أنجزته وحققته… ويسخرون منها…فمن يجب أن يسخر من الآخر يا ترى…هم أم بعض نحن؟؟