أيّها الشعب كل من هبّ ودبّ يتكلّم باسمك و يدّعي أنّك تريد و هنالك من هنّأنا لأنّنا نريد و أنا أريد و أنت تريد و الله يفعل ما يريد … الكلّ يريد باسمنا و أنا شخصيّا كفرد من هذا الشعب لم أجد ما أريد فيما يريدون فقرّرت أن أعتبر نفسي شعبا كامل الشروط و أصرّح دون وصاية بما أريد … نحن دولة لا مكاسب لها و لا ثروات غير المادّة الشّخمة و لا وجود لها خارج الكاريزما و هيبة الدولة. و لن نسمح بالتلاعب بهذه القيم مهما كان المتلاعب و لو كان رئيس الحكومة …
سيدي رئيس الحكومة سمعنا و الله ورسوله و صفحات الفيسبوك أعلم، أنّك سافرت إلى فرنسا بمالك الخاص و هو ما اعتبره أعداء الوطن و هيبة الدولة و الكاريزما مؤشّر علّو كعب في الحوكمة و حسن التسيير و غفل هؤلاء عن لبّ الموضوع و هو الرسالة الخفيّة التي أرسلت بها إلى المستثمرين من داخل الوطن و خارجه بأنّ الدولة مفلسة لا تقدر على تحمّل مصاريف رحلة قصيرة يقوم بها رئيس حكومتها و هي جريمة في حقّ دولة تحترم نفسها …
و لم تكتف بهذه الإهانة بل تنقّلت إلى المطار بمفردك و وقفت في الصفّ مثلك مثل أي مسافر. أوصلت بك الجرأة الى تشليك الدولة أين الكاريزما؟ أين هيبة الدولة؟ أين الجموع المتراصّة؟ أين الزّحمة؟ أين دزّني و ندزّك؟ أين تعطيل حركة المرور؟ أين الأمن المرافق؟ أين الوزراء؟ أين الوالي و شيخ المدينة؟ أين أطفال رياض الأطفال و باقة الورد و تلك الطفلة صاحبة اللّباس التقليدي و الماكياج اللمّاع؟ أين الحضرة و المزود؟ أين الزغراطات و الورّاشة؟ أين المناضلون؟
حرام عليك سيدي رئيس الحكومة أبكي دما على تونس العزيزة تقضي أوقاتك في محاربة الفساد و التنقّل من ميناء إلى ميناء و من إدارة إلى إدارة و لا تقضي بعضه في الإعداد لرحلتك و لو كانت لشأن خاص. هذا لا يعطيك حقّ ترذيلنا أمام خلق الله فحن تعوّدنا على بروتوكول وجب عليك احترامه… يجب تعطيل حركة المرور عند مرورك و لو من المعتمدية إلى مكتب العمدة و يجب حضور المهلّلين بالعشرات حتّى يهلّلوا و يكبّروا مع كل نفس تجود به و لو كانت مجرّد عطسة أنفلونزا خفيفة.
هذه شروط النجاح السياسي و الشعبي و الاقتصادي فلا حقّ لك في التخلّي عنها تحت أي عنوان … لست في السويد أو بريطانيا أو كندا أو في إحدى هذه الدول المتخلّفة و شبيهاتها أنت في تونس دولة الكاريزما و الهيبة …