ضاعت الفرصة يا ولدي…
ضاع الحلم !
وصلنا إلى طواحين الريح…
و لم يأت دون كيشوت !
وصلنا إليها مدججين بالأمل و ديوان الحياة و دعاء أولياء الله الصالحين..
وصلنا إليها بالمنقذ من الضلال و رضاء الوالدين..
وصلنا إليها بحب زمن الكورونا و لهفة عشاق الدنيا علّنا نظفر بالجنة الضائعة أو الفردوس المفقود…
وصلنا إذا…
لم نحارب لا فأرا و لا نبتة صغيرة أو حجرا…
لم نفعل ذلك مطلقا ..
رغم ذلك تطايرت السيوف في السماء وسقطت ألويتنا و ضاعت حناجرنا بين صفير رياح الطواحين..
سقطت الرايات…
و لم يأت دون كيشوت !
سقطنا…
قبل أن تقرع طبول الحرب سقطنا هباء منثورا !
كنا صادقين في إيماننا جادين في صلواتنا صادقين في دعائنا…
و لم نربح الحرب !
كنا نحفظ آيات الله عن شر الحسد و شر الخلق و شر الوسواس الخناس …
كنا نحفظ آيات بينات من الصبر و الحق و تواصينا بهما ..
و لم نظفر بالنصر المبين…
استعذنا من الشيطان الساكن فينا ليلا و نهارا…
و رجمناه جمرا و نارا موقدة…
و لم يأت النصر !
لم يأت إطلاقا !
تعال يا دون كيشوت …
تعال تعال فقد تعالى علينا جيل بأكمله صلفا و عنادا !
تعال يا دون كيشوت …
تعال و أعد الكرّة ثانية لعلك تهزم طواحين هذا البلد المطحون !