شعريار

عازفة الكمان

نشرت

في

خالد الوغلاني

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الآن

تختار القصيدة وزنها

لتقيس أفراح البلاد

و حزنها

بعضَ استعارات

بياضا مبهما

كونا من الكلمات

ينحت كونها

صوتا معدّا للغناء

كأنها قيثارة الأبد

استردّت لحنها

مدنا تحاول

أن تضيف مسافة للحلم

ما بين القبور

و بينها

صُوَرا تعيد إلى السماء

سماءها

كي لا ترى غيما

يعكّر فنها

ظنّا

يبث الشك في أوثاننا

كي لا يرى الرهبان

إلا ظنها

معنى

لأسئلة الوجود

نعدّه، حتى يراها

غير ما يهوونها

دون السواد

بلا عيون جهالة

تختار من لون المزابل، لونها

ببياض لون الياسمين

صبيّةً

نذرت لأوثار الكمنجة

حسنها

مدت يدا للبحر

صانت موجهُ

لتعلّم الريح العنيدة صونها

أنثى

كخارطة الحياة

بلا مدى

لا شأن في الدنيا يطاول شأنها

خضراء

لو وقف الزمان ببابها

لقضى شهيدا

و هو يطلب إذنها

كل النجوم لآلئ في جيدها

ما كنّ إلاّ، حينما زيّنّها

لم تنعزل في الخوف

جلّ ضياؤها

عمن بجوع في القلوب يرونها

بالحب كل الحب في أحضانها

تنسى الحياة

حياة من ينسونها

وطني

أإن شحذت يد سكينها

لتعيدنا للرعب

كنّا عونها؟

من نحن؟

من هذي الخفافيش التي

تبني على صمت العنادل أمنها؟

هل قدّر التاريخ أن نبقى

هوامش صفحة فيه أضاعت متنها؟

كن منجَزا كالأمس (قال فقيههم)

علّمْ دماءك كيف تنسف جبنها

هذي عيون اليوم تفضح عرينا

فسلِ الأظافر أن تمزّق جفنها

الموت لا نخشاه، نحن دعاته

جئنا الحياة لكي نخيّب ظنها

لا موت للموتى (يقول الفيلسوف)

كلامهم جثث تناقش دفنها

زفراتهم دون الحلوق سجينة طوعا

و تدمن كل يوم سجنها

ما من هواء في الرئات كأنما

يتنفسون الجاهلية عينها

لا أبجدية للظلام

خريفهم

أوراقه الصفراء تخذل غصنها

لن يسقطوا التاريخ عن أفكارنا

سنفخخ الأقلام إذ ينهونها

هيّء رسومك للحياة

فإنما تحيى قصائدنا و هم ينعونها

خذ ما تشاء من الحروف و لا تكن

“كافا” بلا “نون” تثبّت ركنها

بلّل يديك من القصيدة

ليس من نهر يسيل إليك

إلا ضِمْنها

كل البحار تنازلت عن أفْقها

إلا القصيدة

لم تغادر حصنها

هذي أغانينا

و ذاك عويلهم

فسل البلاد، سل البلاد

لمن ستفتح حضنها

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version