عبد الكريم قطاطة: ترمب والجينات العربية

وانا استعرض مثلكم تماما ما حدث في عمليّة اغتصاب الكونغرس الامريكي من انصار ترمب وبايعاز ومباركة من هذا الرئيس العار على تاريخ الولايات المتحدة الامريكية عادت بي الذاكرة الى اوّل فتنة في تاريخنا العربي الاسلامي بمقتل الخليفة الثالث عثمان ابن عفّان …

واستعرضت ذاكرتي كل احداث الفتن التي مرّ بها تاريخنا العربي الاسلامي بدءا بالاقتتال بين علي ومعاوية مرورا بالمؤامرات والتي كان مفصلها كرسي الحكم في الدولة الاموية والعباسية ووصولا الى تاريخنا المعاصر …وكأنّي بالتاريخ يعيد نفسه في شكل مأساة على حدّ قول ماركس …مالذي يختلف الان في سائر البلدان العربية عن تلك الفتن ؟ جلّ دول الخليج تتقاتل فيها اطراف من نفس العائلة لاعتلاء سدّة الحكم فالولد يقتل اباه او اخاه او عمّه …لابعاده عن ذلك الكرسي المشؤوم …

ولئن اختلف الامر شكلا بالنسبة لبعض البلدان الاخرى حيث تحويرات الدساتير وتنصيب الرؤساء مدى الحياة فانّ المضمون واحد …الحفاظ على ذلك الكرسيّ وفي جلّ عمليات الاغتيال ومنذ مقتل عمر بن الخطاب كان القاتل والمقتول متفقين على عبارة _ الله اكبر _ اي لكلّ واحد منهما الاه متختلف عن الاه الاخر … والمثير للسخرية والاشمئزاز انّ العديد من امراء وملوك دول الخليج في مواقفهم مما حدث في زمهرير الربيع العربي كانوا دعاة للديموقراطية والحرية والثورة بينما هم في تعاملهم مع شعوبهم مثال صارخ للديكتاتورية والاستبداد …

انّ ماحدث في الكونغرس الامريكي من طرف ترامب وانصاره يؤكّد اوّلا انّ العالم مقبل على تطورات جديدة اساسها مراجعة بعض المفاهيم خاصة السياسية منها فالديموقراطية المسكينة اصبحت عرجاء واُفرغت من مضمونها ولم تعد تختلف كثيرا عن الاستبداد الناعم فهل هي العودة التدريجية لنظام الزعامات المرنة ؟؟لكن وعودة الى ما وقع في الكونغرس الاكيد انّ ترامب هو من اصل عربي في جيناته والتي يمكن تلخيصها في الفرعنة الفوضوية… وانظروا الى فراعنتنا في مجلس النوائب عندنا وعلى كلّ لون يا كريمة لتتاكّدوا …

لنعد الى الولايات ا لمتحدة كان من الممكن ان تكون الامور ا كثر بشاعة فترامب وهو من هو من هو .. مالك كلمة السرّ في السلاح النووي ….كان بامكانه كفرعون مجنون ان يرتكب المحظور لو كانت دوزة جيناته العربية اكثر صقلا ….سلّكناها ….