عبد الله البردوني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لماذا ليَ الجوعُ والقصفُ لَكْ ؟
يناشدني الجوع أن أسألَكْ
و أغرس حقلي فتجنيه أنـت
وتسكر من عرقي منجلَكْ
لماذا ؟ وفي قبضتيك الكنوز
تمدّ إلى لقمتي أنمُلَك
وتقتات جوعي وتُدعَى النزيهَ
وهل أصبح اللّصّ يوما مَلَك ؟
لماذا تسود على شقوتي ؟
أجب عن سؤالي وإن أخجلَك
ولو لم تجب فسكوت الجواب
ضجيج … يردّد ما أنذلَك !
لماذا تدوس حشاي الجريح
وفيه الحنان الذي دلّلك
ودمعي ؛ ودمعي سقاك الرحيق
أتذكر ” يا نذل ” كم أثملك !
فما كان أجهلني بالمصير
وأنت لك الويل ما أجهلك !
غدا سوف تعرفني من أنا
ويسلبك النبل من نبّلك
ففي أضلعي . في دمي غضّبة
إذا عصفت أطفأت مشعلك
غدا سوف تلعنك الذكريات
ويلعن ماضيك مستقبلك
ويرتدّ آخرك المستكين
بآثامه يزدري أوّلك
ويستفسر الإثم : أين الأثيم ؟
وكيف انتهى ؟ أيّ درب سلك ؟
غدا لا تقل تُبْتُ : لا تعتذر
تَحسَّرْ وكَفِّنْ هُنا مأملك
ولا : لا تقل : أين منّي غد ؟
فلا لم تسمّر يداك الفلك
غدا لن أصفّق ركب الظلام
سأهتف : يا فجر : ما أجملك !