عرس البيروقراطية … في مملكة الكورونات (الجزء الثاني)
نشرت
قبل 3 سنوات
في
تحدثنا في الحلقة الماضية عن تعدد الكورونات التي تنهش هذا الوطن وتعدادها كثير ، اجتمعت فيه كل مظاهر التخلف و تراجع المكتسبات التي كانت عليها البلاد قبل 2011 و كان الامر. ينصهر ضمن اجندة لتفقير البلاد. و القضاء على خدمات الادارة و القطاعات الحيوية التي تمنع على الأقل بلادنا من اللحاق بالركب العالمي و يبدو ان ذلك لن يكون و لن يتم في ظل بيروقراطية حالية وقيادة فاشلة تلقي بظلال فشلها على كل القطاعات بالبلاد سواء منها الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية …
تذكرنا هذه الفترة في قراءة لكتاب “احصاء وتلخيص لوثائق خير الدين الخاصة و العامة” عن منشورات مركز الدراسات و الابحاث الاقتصادية والاجتماعية بالجامعة التونسية (اعداد الاستاذ احمد عبد السلام و الاستاذ حسين حداد) حيث جاء مايلي: ‘ ” أهل تونس المساكين لم ينظر الباري تعالى اليهم بعين الرحمة بل سلط عليهم من لا يرحمهم ” …. كما يمكننا ان نقرا في بعض. الصفحات ان “مرضا الم بعديد الجهات بالبلاد التونسية أدى الى كثير من الاموات ” . ويمكننا ان نقوم باسقاط موضوعي على وضعنا الحالي جراء ما سُلط علينا ممن لا يرحم من ساسة مابعد 2011 و تشبيههم بما وقع سنوات البايات من 1820 االى 1881 .. ومنها :
–الاوبئة والاموات التي وصل عددها اليوم الى اكثر من 16000.
—الحكومات المتعاقبة التي لم ترحم شعبها
_اهل تونس المساكين الذين يعانون الويلات
__الفساد المتفشي (مصطفى خزندار و مصطفى بن اسماعيل و محمود بن عياد و نسيم شمامة)…الذين نراهم اليوم. وقد فرخوا وتكاثرو ا.
_الاطماع والتدخلات الاجنبية والتداين الذي فاق كل الخطوط الحمراء والسوداء.
كل هذه الاوضاع تجتمع فيها بيروقراطية مقيتة. معطلة لأي تقدم. و أية مشاريع، علمية كانت أو اقتصادية وافراغ الكفاءات من محتواها مادام الجهل السياسي فاشيا اليوم.
سنلقي نظرة على أهم قطاع حيوي(الصحة) الذي يشهد تمزيقا لمقوماته بسبب سياسة رعناء عاجزة عن البرمجة و الاستباق و التحضير اللوجستي لمواجهة الوباء الذي الم بالبلاد ..و للتذكير، عندما كانت ايطاليا تئن تحت وطاة الكوفيد كان استشراف امكانية وقوع ذلك ببلادنا غائبا عن وزارة الصحة العمومية رغم ما يختزنه هذا القطاع من إطارات ذات كفاءة عالية في كل المجالات الوقائية خاصة و العلاجية بفضل تركيز برامج و مخططات تعود الى سنوات أواخر السبعينات و بقيت إلى حدود اليوم.
حضرت كل هذه الكفاءات و غابت البرامج و الخطط المركزية لمواجهة الوباء بحرفية و إحضار للمستلزمات الضرورية و الاوكسيجين… و تبعاً لتمشينا البيروقراطي في مواجهة الموت الذي عصف باكثر من 16000 تونسي، نعيش اليوم هذا الوضع الماسوي ونحتل اخر الركب على المستوى العالمي يفضل فشلنا الذريع رغم تضحيات وجهود و كفاءات الجيش الأبيض. لأن البيروقراطية هي من حاز على الغلبة في تحديد حياة أو موت شعب …
بالامس، كانت الخدمات الوقائية ممتازة و شاملة رغم نقص الاعوان، ونجحت في القضاء على جل الامراض السارية و الاوبئة. و كان أمل الحياة ومعدلها يسيران نحو الارتفاع فيما انخفضت وفيات الاطفال وكان الطب المدرسي يقوم بدوره بصورة علمية وكانت ارقام التنظيم الاسري تسجل احسن الأرقام العالمية (59 في المائة) وكنا في كل هذه المعطيات. على رأس القائمة عربيا و إفريقيّا. فأين نحن اليوم؟
أننا اليوم من ضمن آخر الدول المتخلفة، ندفن امواتنابالعشرات كل يوم. و نندب حظنا الذي وضع البلاد بين ايدى بيروقراطية فاسدة. يقودها هواة البلطجة و الوعود الكاذبة و. الايدي المرتجفة والصراع على مسائل من نوع هل ان الأرض منبسطة أو مستديرة !