كيف يكذب علينا المسؤولون عن رياضتنا يقولون: إنها للتقارب و التعارف و تمتين أواصر الجوار و الأخوة.. و هات من مثل هذا الحديث الفلاحي الفضفاض.. حديث بلا طعم و لا رائحة و لا لون لأن الواقع غير هذا..
فرياضتنا العربية عموما و التونسية خصوصاً تُبعد و لا تقرّب.. تفرّق و لا تجمّع.. و دون مجاملة أو تنميق: الواقع اليوم يؤكد أن عديد الأندية صارت تنظر لأندية أخرى نظرة عدائية.. لتتعدى الأمور حالة التنبير إلي حالة الكراهية.. و دون أن نغطي الحقائق هناك أحباء أصبحوا يتمنون الهزيمة لفرق تونسية أمام فرق أجنبية.. و آخرين يتمنون نزول غريم لهم للرابطة السفلى..
و إذا كنا نرى ذلك عاديا بين الأحباء فإن المرض انتقل لبعض اللاعبين و من نسميهم محللين فنيين.. و مع وجود موضة اللايف (Live) رأينا لاعبين قدامى يتهجمون على أندية منافسة.. و آخرين يردون بمنطق المحب اللامسؤول.. و سمعنا محللين يشككون و يتهكمون من لاعبين و فرق أخرى.. و زملاء لهم يردون.. بل وصلت الامور لحد انخراط لاعبين دوليين حاليين في الرد قولا أو فعلا..
و لعل آخر رسالة مشفرة جاءت من فاروق بن مصطفى لما رشّح فريقه للدور نصف النهائي أمام بلوزداد ثم حمله للكرسي البلاستيكي ليذكّرنا بالتيندا.. في إجابة على لقطة تهكمية صدرت سابقا عن “المحلل الفني” الناصر البدوي و مسّت من شخص بن مصطفى … و طبعا زيد الماء زيد الدقيق خاصة و أن بعض إعلاميي البوووز يصبون الوقود على النار بالعودة لما قِيل بإطناب.. و اللّي ما سمعش يسمع و يكثر حق الرد و الرد على الرد..
و الدليل أن أغلب بلاتواتنا الرياضية تتطرق قليلا للخطط و الجوانب الفنية و كثيرا للهوامش الخارجة عن اللعب قبل و بعد المباريات..لتضيع النتائج و الاستحقاقات الرياضية في زحمة الاتهامات.. و بعد نرفع لافتات الرياضة اخلاق أو لا تكون..