مهجريّا

عن الجالية التونسية بإيطاليا

نشرت

في

 يعتبر وجود الجالية التونسية ظاهرة حديثة العهد فــــي إيطاليـا حيث أن عدد المهاجرين التونسيين في 2001 كـــان لا يتجاوز 47.000 ( 3،5 % من مجموع المهاجرين) نصفهم فقط قام بتسوية وضعيته بعد قانون الوزير الاشتراكي السابق ”كلاوديو مارتيلي“ سنة 1990 … وفي الحقيقة كان لليد العاملة التونسية حضور قديم في جزيرة صقليــــة وبالخصــــوص في مدن ”مازارا ديل فالو“، و ”مارسيلا“ و”ترابانـي“ التـي شهدت حــــدوث زلزال في أواخر الستينات أدى إلى تناقص اليد العاملة في قطاعي الفلاحة و الصيد البحري . 

ثم كانت المرحلة الثانية من الهجرة خلال السبعينات بعد إغلاق بلدان شمالي أوروبا أبواب الهجرة إليها فوصل العديد من المهاجرين عديمي الكفاءة المهنية إلى مدن ”راغوزا“ و”أغريجنتو“ و”باليرمو“ و”كاتانيا“.

ثم كانت المرحلة الثالثة في الثمانينات التي شهدت وصول العديد من الأيدي العاملة المؤهلة بعد الأزمة التونسية الليبية والتي أدت إلى طرد حوالي 30.000 عاملا تونسيا  كانوا يعملون في ليبيا.

و يتمركز المهاجرون التونسيون أساسا في مقاطعات ”لومبارديا“ (ميلانو) و”بييمونتـــي“ (تورينو) و”إيميليا رومانيــــا” (بارما) حيث يعمل أغلبهم كموسميين في قطاعات السياحة و التجارة و التنظيـــف … أو بعقود طويلـة الأمد في القطاعات الصناعيـــة وقطاع البنــاء الـذي شهــد خلال السنوات القليلة الماضية ازدهارا للمقاولات الصغيرة الحجم …

فيما انتقـــل العديـــد مــن الصياديــن إلى العديد من المدن الساحلية في مقاطعات ”كالابريا“ و”لازيو“ و”ماركي“… و قد استغل المهاجرون التونسيون القوانين الإيطالية اللاحقة للقيام بعملية ”التجميع العائلي“ فالتحق العديد من النساء والأطفال بأرباب عائلاتهم.  

و قد شهدت فترة ما بعد جانفي 2011 إقدام العديــد من الشبان التونسيين على ركوب البحر و المخاطرة بحياتهم من أجل عبور مضيـــق صقلية، و ذلك من خلال عمليات “الحرقة” أو الهجرة السرية أو الإبحار خلسة … و قد تمكن الناجون منهم، من الوصـــول إلى الساحل الشمالي للبحـــــر الأبيـــض المتوســــط من البوابة الإيطالية و فاق عددهم 20000 ألف مهاجر حصل البعض منهم على حق الإقامة لأسباب إنسانية مع تسوية وضعيتهم نهائيا في حالة الإمضاء على عقد عمل .

و يبلغ عدد التونسيين والتونسيات المقيمين في إيطاليا حاليا حوالي 150000 مواطن … كما تمثل الجالية التونسية المقيمة حاليا في “مازارا” مثلا حوالي 10% إلى 15% من مجموع سكان المدينة البالغ حوالي 50000 ساكن… وفي هذه المدينة بالذات فتحت منذ عدة سنوات أول مدرسة ابتدائية باللغة العربية للمهاجرين تشرف عليها هيئة تدريس تنتدب خصيصا من تونس وتدرس فيها البرامج التعليمية التونسية.

و قد بينت بعض الدراسات أن مشاريع الهجرة التونسية في إيطاليا لها صبغة مؤقتة أي أن الهدف الأساســـي هو جمع المال ثم استثمــــاره فــــي مسقـــط الرأس وهذا ما يوافق الدراسة العامة للموارد في الميزانية العامة للدولة … حيث تفيد بعض المصادر بأن تحويلات مواطنيا بالمهجر تشكل المصدر الثالث للعملة الصعبة بعد البترول و السياحة.

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version