جور نار

غباء سياسوي أم تلك هي عقدة نجيب الشابي؟

نشرت

في

ما أشبه البارحة
باليوم

الذي قد لا يعرفه كثيرون ان نجيب الشابي كان من اوائل مؤسسي منظمة “تجمع الدراسات و العمل الاشتراكي بتونس” (برسبكتيف) ثم لجريدة التنظيم “آفاق تونسية” الناطقة بالفرنسية و التي تحولت لاحقا الى الجريدة السرية “العامل التونسي” … وكما انه يحسب ضمن المناضلين اليساريين الذين خضعوا للسجون والملاحقات الأمنية..

<strong>محمد الزمزاري<strong>

و خلال انفراج الساحة سياسيا في الثمانينات واصل نضاله و حافظ على الخط اليساري ضمن صحيفته “الموقف” مع المرحومة مية الجريبي التي ناضلت معه في اطار التجمع الديمقراطي التقدمي الذي غيّر اسمه مرتين دون تغيير في التوجه التقدمي المدني للحزب … اذن ماذا جرى لنجيب الشابي الذي كشف نهاية حكم بن علي عن وجه متقرب من النظام منقذ له و حامل لفكرة التواصل مع بن علي في ربع ساعته الأخير … وان كان الجميع يعتبر حينها ان المبادرة ‘النجيبية” تدخل تحت مطبة التكتيك السياسي طبقا للمثل الشعبي (يتمسكن حتى يتمكن) إلا أنه ثبت بعد “ثورة ” 2011 أن الأمر أعمق من مجرد حيلة تكتيكية انتقدها المقربون منه بل رفضوها و أعلنوا خروجهم من حزب الشابي و آله.

فقد ثبت ان عقدة نجيب الشابي ابعد من أي تكتيك حزبي أو مبادىء كان ينادي بها منذ تاسيس منظمة ‘برىسبكتيف” بفرنسا .. فقد تمحورت امال السيد نجيب حول هدف واحد وحيد منذ انطلاق مسيرته “النضالية ” وهو الوصول إلى قصر القصبة قبل 2011 و قصر قرطاج بعد الثورة … ظهر هذا بداية من تفاعله الإيجابي مع نظام بن علي تحت عنوان ‘النهج ‘ الاصلاحي” الذي رفضه اليساريون لا سيما حزب العمال …و زاد الوجه الحقيقي لعقدة نجيب الشابي جلاء عندما حاول منذ 2013 (و موقفه من اعتصام رابعة بمصر) أن يغازل الاخوان، ثم راح لا يفوت فرصة انتخابية (رئاسية خاصة) لخطب ودهم و آخرها الاستماتة في معارضة ما يسمى بـ “انقلاب” 25 جويلية مطالبا بعودة برلمان لا تمثيل له فيه بل رئيسه رئيس الإخوان و أغلبيته منهم …

و يذكّر البعض الأستاذ الشابي بأن فرع الإخوان المسلمين بتونس كان دائما الخصم التاريخي الذي كلفته الانظمة السابقة بضرب اليسار ..، كما أنه حين كان نجيب الشابي يتودد لحركة النهضة كانت المساجد و الصفحات و ماكينات السلطة الاخوانية تكفّر و تشتم و تتوعد و تهدد القوى التقدمية و النقابية والسيد نجيب يضع نفسه على ذمة التكفيريين و يركن نفسه تحت عباءة الشيخ… كما ينسى الشابي تنكر الإخوان له في 2011 رغم مسانداته السابقة لهم و خاصة لما قام بتبييض صفحتهم في اعتصام أكتوبر 2005 …

أما اليوم فقد سقطت ورقة التوت الأخيرة عن نجيب الذي اندفع مغمض العينين مرة أخرى، في حملة لإنقاذ مركبة الإخوان من الغرق و معارضة ما يعتبره العديدون تصحيحا لمسار ثورة رأى الشعب منها الويلات… بل ان ما عاشه التونسيون لم يكن سوى عشرية دمار و انتشار للفقر والبطالة و الارهاب و التهريب والاغتيالات و التسفير و ديمقراطية الرش التي يسوّق نجيب الشابي اليوم لإعادتها و صرح بذلك أكثر من مرة آخرها في لقائه مع الغنوشي …

ان الوقوف ضد المافيات المالية و المضاربين و أصلاح المؤسسات العمومية و القضاء و تركيز سيادة البلاد و حل برلمان شاعت فيه ضروب متعددة من البلطجة و العنف و النعاس وببع الذمم و حماية الخيانة و الارهاب، لم يرق على ما يبدو للـ”مناضل” نجيب الشابي …

والسؤال يبقى مطروحا: هل أن مشروعية التاريخ النضالي ما زالت ذات قيمة تذكر. مادام عدد من القيادات اليسارية تتكئ عليه لتصطف مع راس المال المتوحش و الاسلام السياسي … أم ان شيوخ نضال الامس ضربتهم” كورونا” الانتهازية و الوصولية و تعرّت اهدافهم النرجسية الحقيقية التي كانت دوما تغطيها سحابة نضال صيفي سرعان ما أزالتها رياح المصالح ؟

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version