خن نار

“فازدة” من بابها لمحرابها

نشرت

في

<strong>محمد الواد<strong>

لفظ الفساد-عتى قبحه- أفاض القرائح وتلبّس بخطب السياسي و الشعبوي و المدمغج و المتهافت … لفظ شد الأفئدة و أطلق الألسن وسيل الأقلام وحرك الضمائر فصرنا بفضله فلاسفة ونوابغ ومن لم يكن له ما يقول في الفساد تحل ملاحقته وضربه بالنعال …

و ما دام الكل يفهم والكل يعرف فما ضر أن أدلي بدلوي فلربما أفاجأ بعاصفة من التصفيق والزغردة و تزمير السيارات في طول البلاد وعرضها … إن المسألة في نظري لا تحتاج إلى جهد كبير، حيث يكفينا أن نفتح آذاننا ليلا فما أن نسمع طراشق الشماريخ حتى نهلل و نكبر: إنه الفساد … فهذه الألعاب النارية تستورد بالعملة الصعبة جدا في أيامنا هذه و يفترض أنها تمر غبر أجهزة رقابة انطلاقا من الديوانة الى الطرق المحروسة إلى مخازن المهربين إلى الباعة المروجين لتنتهي مفرقعة مزهوة على مقربة من أسماعنا حيثما كنا في أي شبر من تراب الجمهورية …

و نحسب -و الله أعلم- أن بضاعة كهده محجرة بنص قانوني و موقّع عليه من طرف ثلاثة وزراء … معنى دلك أنه ما كان لها أن تعبر كل هده الحواجز لولا عيون أصابها الحياء بعد أن أُطعِم الفم … أي ذات العيون التي سمحت بفقدان السجائر في المحل المرخص له ببيعها و تغاضت عن تكدسها بالحماص الملاصق … لذا أدعو كل من راح يصطاد الفساد الأعظم برجوم الخطب المزلزلة، أن يشمر على ساعد الجد ويبدأ بمحاربة الفساد الذي يجري في الشارع حافي القدمين وننظر إليه كأنه قدر محتوم …

و الثابت عندي أننا حين نمسك برأس الفتلة بقوة سنكتشف أن أخطبوط الفاسدين مترابط الأوصال … و أن من يستطيع ترويج شمروخ لا شيء يمنعه من ترويج رشّاش، و من روج سجائر الحاكم دون حسيب أو رقيب لن يعجز عن ترويج الزطلة والمخدرات بأنواعها، ومن له أموال طائلة من الفساد قادر -بكل تأكيد-على بيع العباد و البلاد

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version