جور نار

فرّك الرمّانة !

نشرت

في

تتوالى الأحداث و تتعدّد وتبقى خارطة الطريق متأرجحة لرجال السياسة بين الضبابية لدى البعض و الإقامة الجبرية للبعض الآخر ..و الاعتصامات و إضراب الجوع لدى فئة اخرى …و منابر إعلامية تلوك نفس المواضيع و كلّ حسب أجندته ..و دنيا فيسبوكية هي أشبه بسوق بومنديل قليل سمينها وافرٌ غثّها …و يبقى الغد مجهولا ..مجهولا في ما سيحدث و مجهولا في حجم خطورة ما سيحدث …

في تقديري الخاصّ هنالك ملفّات لو قمنا بمعالجتها لأصبحت الحياة السياسية أقلّ مخاطر …

<strong>عبد الكريم قطاطة<strong>

لنستعرضْ معًا أهمّ الأحداث التي أقضّت مضاجعنا جميعا و ساهمت بشكل كبير في ما نعيشه اليوم من انهيار اقتصادي واجتماعي وسياسي …و في تقديري أيضا إذا لم تُفرّك رمّانة هذه الملفّات سنبقى ندور في حلقة مفرغة لن تزحزح الوضع ..

منذ 2011 هنالك ملفّات مالية ..يمكن تلخيصها في عنصرين أوّلهما ما تركه نظام “بن علي” في الخزينة أين هو ؟ و العنصر الثاني الهبات و الإعانات التي تحصّلت عليها تونس بعد 2011 أين ذهبت ؟ وقتها نعرف من هم اللصوص بالتحديد و من ساعدهم على تلك السرقات لغايات في أنفسهم …

فرّك يا قيس سعيّد هذي الرمّانة …و لن يؤاخذك أيّ كان على فعلك الوطني هذا ..

الملفّ الثاني ملفّ الاغتيالات ..من كان وراء المنفّذين ؟ من سهّل لهم عملياتهم ؟ من أغمض عينيه رغم علمه بما سيقع ؟ الاتهامات عديدة و بقضاء عادل يمكن لك يا قيس سعيّد أن تفرّك هذي الرمانة و لن يؤاخذك أيّ كان على فعلك الوطني هذا ..

الملفّ الثالث، مَن كان وراء تسفير أبنائنا الى بؤر التوتّر و الزجّ بهم في محارق و مزالق؟ … فرّك الرمّانة هذي يا قيس سعيّد و لن يؤاخذك أيّ كان على فعلك الوطني هذا ..

الملفّ الرابع ..ملفّ الجهاز السرّي ..هذه رمانة أخرى يا قيس سعيّد للتفريك و لن يؤاخذك أيّ كان على فعلك الوطني هذا ..

الملفّ الخامس ملفّ الانتخابات ..ماليا و انحيازيا …و أعني المال الفاسد المستعمل في الانتخابات و مدى حياد الهيئة العليا للانتخابات و التهم الموجّهة لها بالتزوير ..هذي زادة رمّانة بلدي و كما يقول ابن الجزيري: فاها و عليها … فرّكها و لا تخف يا قيس سعيّد و لن يؤاخذك أيّ كان على فعلك الوطني هذا ..

قبل أن أختم و للتنويه فقط، عندما استعملتُ “أيّ كان” أعني بذلك مَن لا خوف عليه من تفريك هذه الرمانات ..في المقابل، سنجد حتما من يعتبر ذلك تقويضا لمسار الثورة و انتهاكا للحريات و قصفا عنيفا للمسار الديموقراطي المخلصون النزهاء وحدهم مَن يجيبون بالقول: قوّض و انتهِكْ و اقصف !

أختم بالقول مستشهدا بنكتة قالها أحدهم ذات يوم: “اِتصوّروا تونس من غير نهضة” …و كأنّ النهضة أو ايّ حزب من الأحزاب عندما ينقرض تتوقف عقارب الزمن و نصبح من أهل الكهف لمدّة قرون و لن نستعيد وعينا و حياتنا إلا بعودة ذلك الحزب ..

كم كان السؤال سخيفا …

أختم الآن بسؤال أترك لكم توصيفه ..ماذا لو قام قيس سعيّد بتفريك تلك الرمانات الخمس ؟؟ ألا يعود الربيع الحقيقي لتونس ؟ ألا تخرج الجماهير من كل حدب و صوب لعيد تفريك الرمان و الذي قد يصبح عيدا وطنيا ؟؟

دعوني أختم برمانة سادسة و هي الأهمّ … سيّدي الرئيس فرّك رمانتك السادسة و المتمثلة في الوضوح و في احترام الشعب كلّ الشعب لا بعضه، و في الإيمان بأنّ عودا واحدا سهْلٌ كسْره و لكنّ حزمة من الأعواد كسرها يصبح صعبا ..فلا تدخلْ معمعة الرمان كعود منفرد بل تحصّن بكلّ جهة أو منظمة أو حزب أو أفراد لا مصلحة لهم إلاّ الدفاع عن تونس و لا شيء غير تونس ..

لأنّ تونس فوق كلّ الاسماء، بدءا باسمك سيادة الرئيس …

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version