عربيا دوليا

فلسطينيو الداخل … أو العشب بين مفاصل صخرة

لو أجريت انتخابات نزيهة، سيصبح للفلسطيني الأغلبية في البرلمان و حتى تشكيل حكومة … و هذا ما ترفضه إسرائيل !

نشرت

في

د.علي أبوسمرة ـ مدير مكتب “جلّنار” ـ فلسطين

بعد اغتصاب فلسطين و احتلالها و تشريد أهلها عام 1948 بقوة السلاح و اقتراف مجازر و خلق حالة من الرعب، أصبحت فلسطين التاريخية ثلاثة أجزاء 78 بالمائة اسمه اسرائيل و 20 % ما بين قطاع غزة تحت الإدارة المصرية (حكم ذاتي)، و القسم الشرقي الذي أسند لوصاية للأردن وأطلق عليه الضفة الغربية …حتى سقطت كل فلسطين تحت الاحتلال بعد نكسة 1967 …

<strong>د علي أبو سمرة<strong>

و قد بقي بفلسطين و تحت إدارة دولة الاحتلال حوالي 150 ألف مواطن فلسطيني في تجمعاتهم السكنية أطلق عليهم (عرب اسرائيل ) أو عرب الداخل أو فلسطينيي الداخل أو الداخل المحتل عام 48 أو (العرب المسالمين )… أحنوا رؤوسهم للعاصفة و شدتها و ألمها من مجازر و عنصرية مقيتة و عبودية … صبروا و طوروا أنفسهم في ظروف على غاية الصعوبة و تحت حكم عسكري يتبعه حظر تجوال ليلي استمر حتى عام 1967.

و في يومنا هذا اصبح تعداد العرب الفلسطينيون تحت إدارة اسرائيل (أي يحملون وثائق اسرائيلية) ما يزيد عن مليوني مواطن عربي فلسطيني ينتشرون في مدن و قرى لها صفة البلديات و المجالس المحلية فيما بقيت أخرى يزيد عددها عن مائة تجمع و لا تعترف بها اسرائيل … مما يحرمها من الخدمات و المرافق الأساسية (ماء، كهرباء، تعليم، صحة …) و حقوق التطوير …

من أبرز المدن العربية الفلسطينية الناصرة (مائة الف مواطن) و أم الفحم (75 ألفا) و شفا عمرو (55 ألفا) و رهط جنوبا (70 ألفا) و الطيبة (60 ألفا) و عراد جنوبا (95 ألفا) و سخنين (45 ألفا) و قلنسوة و كفر قاسم و طيرة الكرمل لكل منها 25 ألف مواطن … إضافة إلى عكا و يافا و حيفا و غيرها، و أكثر من مائة تجمع ندمت اسرائيل على ضمها عام 1949و التي يطلق عليها المثلث الفلسطيني وحاولت إعادتها للسلطة في محاولة للتخلص من الوجود العربي الفلسطيني طبقا لما طرح يهودية دولة إسرائيل، فرفضها الشهيد ابو عمار .

و رغم تهجير أهالينا و اضطهاد الباقين منهم و محاولة إحلال شعوب أخرى مكانهم من خزر و هنود سيخ و يابانيبن و تتتر و مغول و روس و فلاشا إفريقيا و عرب و عجم … فإن المعادلة الديموغرافية هزمت اسرائيل مع ماجدات فلسطين اللاتي ينجبن من العشرة فما فوق … لذلك اضطر الاحتلال لتزوير تعداده الإحصائي السكاني لكي لا نكتشف لغز اسرائيل الحقيقي … و هو أن على أرض فلسطين التاريخية قرابة السبعة ملايين فلسطيني، و هم ـ ديمقراطيا ـ الأكثرية … و لو أجريت انتخابات نزيهة سيصبح للفلسطيني الأغلبية و يتحكم في البرلمان و حتى تشكيل حكومة … إسرائيل تعرف هذا و هي مرعوبة من سيناريو أن ترى العنصر الصهيوني يذوب و يتلاشى عمليا في محيط متلاطم من العرب حاضرا أم لاحقا …

و لعرب فلسطين الداخل مؤسسات أبرزها “لجنة المتابعة العربية العليا” التي يرأسها الشيوعي الفلسطيني محمد بركة، و كذلك “القائمة العربية المشتركة” و تضم النواب الفلسطينيين بالكنيست الاسرائيلي وعددهم حاليا 15 عضوا.، ثم تأتي نقابات الأطباء و المهندسين و المعلمين و لجنة البلديات و المجالس المحلية العربية و العمال و لجان المرأة و غيرها … و جميعها تكوّن الجسم التمثيلي لعرب اسرائيل و لهم مواقفهم المساندة لقيام دولة فلسطينية القدس عاصمتها … و يعتبرون أنفسهم جزءا من منظمة التحرير التي ما زالت تمثل كافة الشعب الفلسطيني حيثما كان.

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version