في يوم من الأيام قالت غولدا مائير،رئيسة وزراء الكيان الصهيوني: الكبار يموتون، والصغار ينسون ونقصد نسيان وطنهم فلسطين .وجاء الرد من القدس من هؤلاء الفتية المؤمنين بربهم ووطنهم وقدسهم.كيف ولماذا ومن اين بدأ الوضع يتطور في القدس؟ بدأ بمخطط الاستعمار والصهيونية باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارة امريكا إلى القدس ،وتدرج باستفزازات المستوطنين باقتحام الأقصى يوميا ،وتقرير انتخابات فلسطينية عامة تشريعية تشمل القدس ،
ورفض الاحتلال ذلك ولكن مع محاولة ترحيل 58اسرة فلسطينية من حي الشيخ جراح في القدس المحتلة منذ عام 1967.وضرب موعد لمسيرة كانت مقررة يوم 28افريل نيسان والتي تصادف توحيد مدينة القدس وفق المنطق الاستعماري الصهيوني .الإجراءات وتطبيقات على المصلين في ذهابهم وشبابهم من والى الأقصى واحدة من أهم بوابات القدس العتيقة وهي بوابة باب العامود .اضافة الى فرض ضرائب قاسية على المقدسيين لتضييق عيشهم و إكراههم على ترك مدينة القدس أو ترانسفير.وفرض سياسة الاحلال والاحتلال واغتصاب منازلهم ما دفع شباب القدس للتصدي لذلك وكسر إرادة العدو في باب العامود ،
و قد عملت حكومة العدو على محاولة إعطاء صبغة قانون الغاصب المحتل على عملية انتزاع بيوت المقدسيين و إخراجهم عنوة الأمر الذي جعل كل مقدسي يقاوم هذا الإجراء العنصري الاحلالي. وتطورت الأمور في كسر المسار الاستعماري الصهيوني وأشكاله من لدن المقدسيين مما أثار حنق العدو و افقده توازنه و عندما بدأ يستخدم إحرامه ضد المصلين في الأقصى في ليالي رمضان وصلاة التراويح تصاعد ذلك وأدى إلى جرح الف مواطن واعتقال الف آخرين ..
في الوقت الذي سجل فيه مليونان للانتخابات الفلسطينية و تقررعدم إجرائها إلا والقدس جزء منها ،عندما بدأت سلطات الاحتلال تمنع اهلنا من داخل فلسطين المحتلة منذ عام 1948من التوجه إلى القدس على طريق دير ياسين والقسطل غربي القدس .مما دفع بالشباب المقدسي إلى تسيير قافلة سيارات وإغلاق كافة الطرق التي يسلكها المستوطنون مما ارغم سلطات الاحتلال على فتح الطرق امام محاولات اهلنا من الداخل المتوجهة إلى الأقصى عنوة
2ـ وهنا وجه محمد ضيف القائد العسكري لكتائب القسام إنذارا محددا بالتوقيت اذا لم تنسحب القوات الإسرائيلية من الأقصى وتكف عن التنكيل بالمصلين فان رد قواته سيكون بقصف الكيان الصهيوني ومستعمراته .وهذا ما دفع وحدة دروع من المقاومة إلى مهاجمة جيب وقصف صاروخي لمحيط غزة من مستعمرات العدو وهو ما أدى إلى انفجار الأوضاع ومواجهات واشتباكات في كل قرية ومدينة في فلسطين التاريخية .فهل الحرب فقط هي قصف مدن العدو وعاصمته تل أبيب .؟
3ـ الحقيقة ان هذه المواجهة الحربية بكل أبعادها افرزت النتائج التالية ؛
اولا توحيد الشعب الفلسطيني وقواه بالميدان، وهو ما عجزت القيادات عن فعله بالمفاوضات الشاقة استمرت لسنوات
ثانيا إعادة ملف القضية في أول أولويات الساحة الدولية وتسفيه احلام كل من حاول سلب الفلسطيني روح المقاومة، ومحاولات و فرض التطبيع والميوعة عبر هرولة مشايخ محميات الخليج لمسايرة العدو مع السودان والمغرب مجانا
. ثالثا أكدت الأحداث أن جوهر الصراع اللاجئون والقدس والحدود والدولة ودون ذلك لا سلام ولا أمن و لا أمان والسلام هو سلام فلسطيني بانتزاع حقوق شعبنا،
واخيرا …
إن التخاذل وعدم مسايرة ثورة الجماهير سيفرز واقعا جديدا يمهد لقلب موازين في الوضع الفلسطيني برمته وقد يأتي بقيادة فتية خارج إطار الفصائل من جيل الشباب المعطاء الذي عرف عدوه وخبره ويعرف كيف يواجهه في ميادين وساحات الوطن ويفرض شروطه عليه .
وفي الختام اعتقد ان ما قبل هذه الحرب لن يكون كما بعدها على كافة الصعد وقد يشهد سقوط أنظمة وقدوم أخرى أو بخلط للاوراق عسكريا وسياسيا، و سيكون له أثر كبير لعشرات السنوات في رمال المنطقة العربية المتحركة التي لا تقبل الثبات