موسكو ـ مصادر
أدى فلاديمير بوتين ، الثلاثاء، اليمين الدستورية لولاية خامسة رئيساً لروسيا، وذلك بعد شهرين تقريباً على إعادة انتخابه.
وفي الكرملين وبحضور النخبة السياسية في البلاد وممثلين أجانب بينهم السفير الفرنسي، تمت مراسم التنصيب التي استمرت ساعة، على ما ذكرت وسائل الإعلام الروسية.
وقد غاب عن الحفل ممثلون عن الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية من بينها بولونيا وألمانيا وتشيكيا، تعبيراً عن معارضتها لسياسة الكرملين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر للصحافيين: «لن يكون لدينا ممثّل في حفل تنصيبه».
وردّاً على سؤال عمّا إذا كانت مقاطعة الولايات المتّحدة لهذا الحفل تعني أنّها تعدّ بوتين رئيساً غير شرعي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر للصحافيين: “بالتأكيد لم نعدّ هذه الانتخابات حرّة ونزيهة، لكنّه رئيس روسيا، وسيظلّ كذلك”.
يبدأ فلاديمير بوتين فترة ولايته الرئاسية الخامسة في 7 مايو 2024 بسجل حافل أهله ليكون أحد أكثر السياسيين نفوذا في العالم.
بوتين قاد بلاده في أحلك الظروف، وتمكن من انتشالها من الأوضاع الصعبة والمعقدة التي كانت رهينة لها بسبب المضاعفات الخطيرة لانحلال الاتحاد السوفيتي.
ولد فلاديمير بوتين في 7 أكتوبر عام 1952 لعائلة من الكادحين في مدينة لينينغراد (سان بطرسبرغ حاليا) وكان الابن الثالث في الأسرة. توفي شقيقاه قبل ولادته، وكانت وفاة أحدهما أثناء حصار النازيين للمدينة.
من بين المحطات الهامة في حياته انضمامه في عام 1975 إلى جهاز أمن الدولة السوفياتي “كي جي بي” بعد تخرجه من الجامعة في تخصص القانون. اجتاز عدة دورات تحضيرية ثم أرسل إلى ألمانيا الشرقية للعمل في مجال مكافحة التجسس، ومكث هناك حتى عام 1990.
استقال بوتين من “الكي جي بي ” في عام 1991، وعمل مستشارا لرئيس مجلس مدينة لينينغراد، ومنذ ذلك الحين كرس حياته للعمل السياسي.
التحول الرئيس في حياته بدأ عمليا في 25 مارس عام 2000 بفوزه بالجولة الأولى في الانتخابات الرئاسية الروسية وتوليه المنصب في 7 ماي من نفس العام.
يقول موقع “روسيا اليوم”: “مشوار بوتين في منصب الرئاسة بدأه في عام 2001 بربط التواصل مع مواطنيه عن طريق “(لخط المباشر)، حيث أتيحت للروس طرح أسئلتهم على رئيس الدولة مباشرة، علاوة على ظهور موقع في الإنترنت للمبادرات العامة، حيث يمكن لأي مواطن أن يترك شكواه.
ويضيف نفس الموقع: “من بين الإنجازات الهامة في مسيرته الرئاسية، مشاركته النشطة خلال ولايتيه الثالثة والرابعة، في مكافحة الفقر في روسيا ووصفها بأنها المهمة الأساسية للدولة، إضافة إلى الرفع من مستوى رفاهية المواطنين”.
وتتميز سياسة بوتين حسب نفس الموقع، بإعطاء الأولوية للتشريع الوطني على التشريعات الدولية، وحظر شغل بعض المناصب في روسيا على حاملي الجنسيات الأجنبية،
وفي ما يهم السياسة الدولية وخاصة بالقضية الفلسطينية، ينسب إلى الرئيس الروسي قوله: “في البداية، حين تم اتخاذ قرار إقامة دولة إسرائيل، تقرر في نفس الوقت إقامة دولة ثانية، كان الأمر في الأصل يتعلق بإنشاء دولتين مستقلتين ذاتي سيادة، إسرائيل وفلسطين… حسنا، لقد تمت إقامة إسرائيل، كما تعلمون، لكن فلسطين كدولة، مستقلة، ذات سيادة، لم تقم، لم تحدث. بسبب مجموعة متنوعة من الظروف”.
بوتين تابع القول في هذا السياق:”علاوة على ذلك، فإن جزءا من الأراضي التي اعتبرها الفلسطينيون دائما فلسطينية في الأصل احتلتها إسرائيل، في أوقات مختلفة وبطرق مختلفة، ولكن في الغالب، بالطبع، بالقوة العسكرية”.