جور نار

قاع الخابية … لا، بل قعر الحاوية

نشرت

في

تونس الوطن الأخضر من دون أوباش

لا أدري إن كانت تلك العجوز التي فاهت على إذاعة موزاييك يوم أمس تتكلم بجدّها، أم تبحث عن فضيحة، أم في وعيها، أم شربت حربوشة بالخطأ … و لكن الذي أدريه أن هناك قانونا يمنع تحريض المواطنين على ضرب بعضهم البعض …

<strong>عبد القادر المقري<strong>

و أوّل الضرب في خليقتها هي … نعم، كانت المرأة تلك أو شبه المرأة البارحة، على درجة عالية من السفه … و كان أيضا هناك ملايين التونسيين ممن شعروا بأن سفاهتها استفزّتهم بأقصى الدرجات … و شعروا بأن من حقهم إجابتها و بما هو أعنف أيضا إن لم يروها و يسمعوا بها مسلسلة مقتادة ذليلة على الفور، إلى حبس منوبة للنسوة الجانحات … لقد شتمت هذه الزبالة بالإسم أبناء و بنات جندوبة، و شتمت كذلك بالإسم أبناء و بنات جلاص … و لو طالت بها الفرصة لتطاولت على ما بقي في البلاد من ماجر و فراشيش و همامّة و وسلات و رياح و لن يسلم أحد من الإثني عشر مليونا …

ثاني الضرب في السلطات المائعة التي أولا قوانينها متسامحة مع الخطابات العنصرية تسامحها مع التكفير و التسفير و جهاد النكاح … نحن دولة تقمع من يعتدي على الأفراد خاصة إذا كانوا في الحكم … و لكنها لا تقمع من يعتدي على عموم الشعب أو فئات واسعة منه، و لا تقمع من يسبّ البلاد و يتبرّأ منها علنا، و من يستبدل جنسيتها بجنسية ثانية، و من يعوّض علمها النبيل بأية خرقة خارجية … دولة ما زالت تغمض العينين عمّن يرون أنفسهم سليلي أرستقراطية كاذبة، بل تخشاهم و تكرّمهم و تدعم إنتاجهم و تفتح لهم أبواقها كل يوم …

و على ذكر الأرستقراطية … من المضحك أن هذه اللفظة التي انطبقت على الأسر الحاكمة في أوروبا المتقدمة، و في الصين القديمة ربما و بلاد فارس … يستوردها عندنا كل جاهل متخلّف، ينظر إليه الأجانب على أنه همجيّ صغير بالكاد خرج من طور الشمبانزي … و يستغربون غاية الاستغراب حين يرونه يتكلّم و لو لغة مكسّرة، و لا يتجول عاريا تماما، و يمشي على قدمين بدل القفز من شجرة لشجرة … و لكنهم يعاملونه بكثير من الحيطة، واثقين أنه ما يزال على عهد أجداده من أكلة لحوم البشر …

الآخرون يحتاطون من هذه الفئة و يعدّون لها السوط و العصا … أما نحن، فإننا نغفل عنهم و لا نجرؤ حتى على إنفاذ القوانين فيهم على محدوديتها … و هذا لن يطول كثيرا، فقد يتولى شارعنا الصبور أمر تأديبهم أو رميهم بالمشطة خارج حدودنا، و ليذهبوا وقتها إلى البلدان التي يدّعون الانحدار منها … هذا إن رضيَتْ بهم …

و ستكون بلادنا حينها أجمل و أنظف … ريح السد !

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version