كما الله..
أقف مجرد فكرة يانعة بين أصابع شاعر مهزوم…
كما الحقيقة..
أقف مجرد لوحة ضوئية معلقة في متحف الشمع البارد..
كما الصدق…
أقف مجرد فكرة تافهة بلا سند…
بلا صدر يؤويني…
الزمن علّمني كثيرا من الوهم و قليلا من الحكمة…
فلماذا تخذلني قصور الوهم التي أبنيها بين مفاصل الذكرى الموجعة…
لماذا ؟
لماذا كل هذا العراء بعد كل هذا الذهاب فيك…
لماذا ؟
لماذا وصلنا سريعا إلى الآن المتفجّر تعبا و وجعا و هزيمة ؟
لماذا ؟
أعود الآن إلى نفسي مجرد إناء مكسور يلملم شظاياه بعناء شديد…
أعود إلى نفسي هاربا منها …
لاجئا إليها بعد شتات سفر طويل …
أعود بقايا أغنية طريق ،
ترددها الرياح وتنفخ فيها ذكرى وطن تئن كطنين المزابل موتا و سقوطا…
وصلت الآن…
وصلت أخيرا إلى آخر الكلام،
و صرت خارج مدار هذا الزمن العشوائي…
وصلت أخيرا إلى السؤال الأخير…
لماذا يقصرون عمري و يطيلون خيبتي إلى هذا الحد …
لماذا ؟
لماذا يتركونني متشردا في حبك تائها بين خطواتك منكسرا بيني و بين نفسي كحكمة شيخ مسن لمح فجأة شروق أمانيه..
فلا تتركيني إليك…
و تعالي نقتسم هذا الوهم إن كان باقي العمر يسمح بذلك !