كما الله..
أقف مجرد فكرة يانعة بين أصابع شاعر مهزوم…
كما الحقيقة..
<strong>منجي شلباوي<strong>
أقف مجرد لوحة ضوئية معلقة في متحف الشمع البارد..
كما الصدق…
أقف مجرد فكرة تافهة بلا سند…
بلا صدر يؤويني…
الزمن علّمني كثيرا من الوهم و قليلا من الحكمة…
فلماذا تخذلني قصور الوهم التي أبنيها بين مفاصل الذكرى الموجعة…
لماذا ؟
لماذا كل هذا العراء بعد كل هذا الذهاب فيك…
لماذا ؟
لماذا وصلنا سريعا إلى الآن المتفجّر تعبا و وجعا و هزيمة ؟
لماذا ؟
أعود الآن إلى نفسي مجرد إناء مكسور يلملم شظاياه بعناء شديد…
أعود إلى نفسي هاربا منها …
لاجئا إليها بعد شتات سفر طويل …
أعود بقايا أغنية طريق ،
ترددها الرياح وتنفخ فيها ذكرى وطن تئن كطنين المزابل موتا و سقوطا…
وصلت الآن…
وصلت أخيرا إلى آخر الكلام،
و صرت خارج مدار هذا الزمن العشوائي…
وصلت أخيرا إلى السؤال الأخير…
لماذا يقصرون عمري و يطيلون خيبتي إلى هذا الحد …
لماذا ؟
لماذا يتركونني متشردا في حبك تائها بين خطواتك منكسرا بيني و بين نفسي كحكمة شيخ مسن لمح فجأة شروق أمانيه..
فلا تتركيني إليك…
و تعالي نقتسم هذا الوهم إن كان باقي العمر يسمح بذلك !