جور نار

قطاعان هامان جدا يتطلبان الإصلاح والإنقاذ

نشرت

في

إحتراق حافلة المرسى: شركة النقل تفتح تحقيقا

مرفق النقل العمومي كان موضوع اجتماع هام للرئيس قيس سعيد مع وزيرة التجهيز و الإسكان المعينة لتسيير قطاع النقل إثر اقالة الوزير السابق يوم 12 مارس الحالي.

<strong>محمد الزمزاري<strong>

والواقع ان النقل يعد قطاعا مريضا تنهكه البيروقراطية و حتى الفساد وانعدام برامج كفيلة بمواجهة صعوبات نقل المواطنين و تجديد الأسطول المواكب للمد السكاني الذي تعرفه البلاد. ولعل ما زاد الطين بلة انعدام برامج للصيانة في إهمال متواصل بسبب سياسة رديئة جدا وغياب وقفة حازمة للقضاء على منافذ الفساد، ولنا عديد الأمثلة عن التهاون و سوء التصرف ابتداء من اقتناء حافلات فرنسية عفا عليها الزمن و تحولت إلى خردوات متحركة، وصولا إلى تراجع الأسطول العامل كما ونوعا..

واذا عرجنا نحو شركة السكك الحديدية ورغم اقتناء بعض القطارات و السكك المحدثة التي كانت مبرمجة منذ عهد ما قبل الثورة، فإن الشركة شهدت خلال حكم حركة النهضة تجميدا كاملا من حيث المعدات والشبكات، كما تم إغراقها بححافل العفو العام فوق طاقتها، فضلا عن الفساد المستشري وتفليسها الممنهج خاصة بحرمانها من موارد نقل المواد المنجمية لفائدة مافيات الشاحنات الخاصة . واليوم شدد رئيس الدولة على ضرورة النهوض بهذا القطاع الحساس كما تزامنت توصيات الرئيس مع اجتماع المجلس الوزاري بإشراف رئيس الحكومة للبحث في مشكلات النقل العمومي بصورة عامة …

أما القطاع الثاني الذي لا يقل أهمية فهو الشأن الثقافي الذي عرف ركودا متواصلا لم تتخلله سوى بضعة قرارات متسرعه ضد عدد من مديري دور الثقافة ابتداء من شهر افريل 2023، ممثلة في الاقالة او النقلة الوجوبية. مما خلق احتقانا متواصلا و أثر حتى على الامسيات و النشاطات الثقافية بسبب عدم خلاص ما تخلد لصالح منشطي الامسيات. إذ تم نقل او إعفاء كل من مدير دار الثقافة ابن خلدون و دار الثقافة ابن رشيق واتخاذ قرار ضد مدير دار الثقافة بإحدى الأحواز الغربية.

ومما افاض الكأس تأجيل معرض صحفي ثقافي كان محددا ليوم السبت 10 فيفري الماضي بصفة رسمية بعد أن تمت كل إجراءات هذا المعرض منذ اسابيع وكان سيفتتحه مدير مهرجان كام للسينما بالقاهرة الدكتور علاء نصر، كما وقع توجيه الدعوات لإعلاميين وضيوف من تونس ومن خارجها، غير أنه في اللحظة الأخيرة ودون أدنى سبب ألغي المعرض في غياب مديرة مكان العرض (دار الثقافة ابن رشيق) التي تعاملت بسلبية مع هذا التصرف الذي أساء لهيبة وزارة الثقافة ولسمعة تونس لدى الأشقاء، علما بان المديرة ساعة الإلغاء كانت صحبة وزيرة الثقافة في ملتقى بالحمامات وتم إعلامها فوريا ولم تحرك ساكنا لا هي ولا الوزيرة. ..

إن الثقافة يبق من الشؤون الهامة التي تتطلب حلولا عاجلة للإصلاح و مراجعة لميزانية الوزارة الهزيلة بل المضحكة مما أثر تاثيرا كبيرا على مسالك الإنتاج الثقافي سواء في مجال الكتاب أو السينما وعموم الإنتاج السمعي البصري الذي تسيطر عليه القطط السمينة التي لا تهمها الثقافة في شيء.

إن قطاع الثقافة ـ مثله مثل قطاع النقل ـ له انتظارات ملحة و يتطلب اصلاحات عميقة لمواجهة الصعوبات الحالية بالسرعة القصوى. و يبدو أن تعيين وزير للثقافة لسد الفراغ سيكون قبل نهاية فصل الربيع للانطلاق في صيف نشيط يبشر بافاق متفائلة ..

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version