قيـــــــس سعيـــــــد وسيــــــــــــاسة “أنا أو لا أحد ” !
نشرت
قبل سنتين
في
وكأني بالبعض كان ينتظر قانونا انتخابيا ديمقراطيا عاما لا يستثني أحدا من هذا الشعب…هؤلاء خاب ظنّهم…وسيخيب كل مرّة ينتظرون فيها شيئا لا يعكس أهداف ساكن قرطاج…
هؤلاء لم يعوا إلى حدّ الساعة أن ساكن قرطاج جاء يريد كتابة التاريخ من جديد بحاضر على مقاسه ومستقبل على مقاس تركته إن نجح في رسم معالم الحاضر…وليعلم الجميع أن ساكن قرطاج يؤمن ايمانا راسخا ان المشهد لا يتّسع لاثنين…ولا يرى غيره حاكما على هذه البلاد…فلا تنتظروا قانونا انتخابيا يسمح لكم بالتواجد في الحكم…ولا دستورا يجلسكم على كراسي الحكم…فكل الطرق مسدودة أمامكم دستوريا وقانونيا…حتى اشعار آخر وهذا الاشعار قد يتمطّط إلى ما أكثر من ولاية رئاسية وربما أكثر بكثير…
ساكن قرطاج نسي أو تناسى أن من حكموا قبله وأقصد من حكموا قبل انتخابات 2019 حاولوا مثله أن يمسحوا تاريخ البلاد وأن يكتبوا تاريخا على مقاسهم يستثنون فيه من صنعوا حقّا مجد تونس…فالمجد والتاريخ لا يبنى بالأباطيل والأكاذيب كما فعلوا هم سابقا…ويفعل بعض أتباعه اليوم…كما أن التاريخ لا يبنى بالوعود الواهية …والإنجازات الوهمية …ولا أيضا بشيطنة كل ما فعله الخصوم ومن سبقونا في الحكم…فمسح تاريخ الآخرين لا يصنع لك تاريخا…
القانون الانتخابي لساكن قرطاج جاء ليكمل ما جاء به دستور مولانا…فهذا يكمل نقائص الآخر…والهدف واحد كتابة تاريخ جديد يستثني كل من حكموا سابقا…لكن هل فكّر ساكن قرطاج أن التاريخ لا يُبنى بالخطب والوعود والتشنّج وتهديد الخصوم…التاريخ يبنى بالإنجازات ولا غير الإنجازات…مشكلة ساكن قرطاج هي أنه لما انقلب على من حكم معهم خلال سنة ونصف لم يقرأ حسابا لما يجب عليه أن يفعله…فالرجل كان يظنّ أو أوهموه أن للبلاد مخزون من الثروات والأرصدة كاف ليخرجها مما هي فيه…وأن من كانوا يحكمون البلاد اساؤوا التصرّف في هذا المخزون من المال والثروات وتصرفوا فيه لصالحهم…هكذا خيّل لساكن قرطاج او أوهموه بذلك…
وحين اكتشف أن لا شيء مما كان يظنّه صحيحا، وأن البعض ممن هم حوله اوهموه بأمور لا وجود لها بدأ يبحث كيف يلهي الشعب عن خيباته وعن فشله وسوء تقديره…فحوّل وجهته نحو مسائل قانونية ودستورية وردعية وانتقامية…فكانت الحرب على الاحتكار…وعلى الفساد…والاقامات الجبرية وجميع هذه الآليات لم تأت أكلها ولم تسفر عمّا خرج بعض الشعب يصفّق له ويصرخ من أجله…ثم كانت الاستشارة بعد أن أضاع الأشهر في حروب واهية لا موجب لها…ثم جاء موعد الاستفتاء فأضعنا الكثير من الوقت في سياسات الإلهاء …ثم جاء دستور مولانا ليكشف لنا ان البلاد تعيش عملية سطو سياسية حقيقية على تاريخها وصناعه ومن بنوه… ثم وأخيرا وليس آخرا جاء القانون الانتخابي ليؤكّد مخاوف الجميع على أن ساكن قرطاج يريد ان يبدأ تاريخ البلاد بفترة حكمه وأن ما وقع قبله لم يكن شيئا…ولا موجب لكتابته في كتب التاريخ فالتاريخ عند ساكن قرطاج يبدأ بيوم 25 جويلية وما قبل ذلك سيصبح ما قبل التاريخ…
لذلك لن يخرجنا ساكن قرطاج من سياسة الإلهاء وسيحوّل وجهتنا كل مرّة نعود فيها للتفكير في أوضاعنا الاجتماعية الميئوس منها نحو وجهة أخرى لا منفعة من ورائها تلهينا بعض الأشهر وتؤخر غضب الشارع إلى اشعار آخر، هكذا حتى موعد الانتخابات القادمة… وحينها لكل حادث حديث…فساكن قرطاج لا يؤمن بغير “أنا أو لا أحد” ..ألم يدخلنا معه في نفق ..وحين تفاءلنا بنهاية النفق الأول أدخلنا إلى نفق آخر… ثم نفق آخر…وهكذا اصبحنا نعيش في الأنفاق…فأين تأخذنا كل هذه الأنفاق يا ترى؟ فهل بالاستخفاف بعقول الشعب واستقطاب ضعاف النفوس والدهماء والرجرجة والأغبياء والحمقى مقابل استبعاد الكفاءات والخبرات وأهل الاختصاص سننقذ البلاد…وسنخرجها من نفق لا أمل يلوح في آخره…
فمتى تزول بعض الغشاوة عن أعين بعض الناس فيدركون حقيقة ما تعيشه البلاد…وما يعانيه العباد…وإلى متى تلهينا الأنفاق عن الإخفاق…؟؟