عمر الخيّام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سمعتُ في حلمي صوتاً أهابَ
ما فتَّق النّوم كمام الشبابَ
أفق فإنَّ النّوم صنو الردى
و اشرب فمثواكَ فراش الترابَ
قَد مزَّق البدرُ سنَار الظلام
فأغنم صفَا الوقت وهات المدام
و اطرب فإنَّ البدر مِن بعدنا
يسري علينا في طباقِ الرغام
سأنتحي الموتَ حثيث الورود
و يمّحي اسمي مِن سجِل الوجود
هات أسقنيها يا مُنى خاطري
فغايةُ الأيام طولْ الهجود
هات أسقنيها أيهذا النديم
أخضَب مِن الوجهِ اصِفرار الهموم
و إن أمُتْ فاجعَل غسولي الطلى
و قدَّ نعشيَ مِن فروعِ الكروم
إن تُقتلَع مِن أصلِها سُرحتي
و تصبحُ الأغصان قَد جفَّتِ
فصغْ وعاء الخمَر مِن طينتي
و املأهُ تسرِ الروح في جثتي