تتوالى الاحداث في تونس المنكوبة ونصل احيانا الى مرحلة الضياع …لكأنّنا في مفترق طرق ولا ندري الى اين المسير …نِحَلٌ وفِرقٌ … احزاب وجماعات … وسياسيّون يتناطحون كأكباش العيد …
هذا المشهد المقرف والمفزع استحضرت له اليوم ثلاث اغنيات لأسقط عليها بعض ما نراه ونسمعه في هذه المرحلة … الاغنية الاولى لفناننا الراحل الهادي القلال ..وهي رسالة لسيّدة زغرتولها فيوذنها فتمدّت على ساقيها بكلّ غباء …تقول الاغنية “يا سميرة يا سميرتنا، يا منورة حومتنا، الليلة غنّي معانا، يا محلّية ليلتنا” …وهي مازالت موش فايقة بالجملة “يا منورة حومتنا” …. و جدّ عليها انّو جماعة الحومة حلّولها في جنة تونس موش فقط ذراع اما مساحة تونس كاملة …توة هذا موش هبال ..؟؟…
الاغنية الثانية للمرحوم الفكاهي صالح الخميسي عنوانها بابا هتر ..تقول الكلمات “بابا هتر كيف كبر ، كثرت عندو التنهيدة، يحبّ على لبسة زازو، ويزيد مريّة جديدة” ويختمها بـ “وامّي من لوطة تزغرطلو _ يعيشلي الكبيدة” … زعمة قداش من سياسي خرف عندنا والقطيع يزغرتلو يعيشلي الكبيدة ؟؟… عدّ تغلط …الاشكال الكبير انّ مثل هذه الرهوط يتغنون جميعا بنفس الاغنية الكوجيتو (حماة الحمى) ولم يفهموا يوما ما معنى “فلا عاش في تونس من خانها،ولا عاش من ليس من جندها، نموت ونحيا على عهدها،حياة الكرام وموت العظام”
لمن هم قليلون حول الوطن كثيرون حول السلطة كما قال غاندي، اختم بالقول: نحن نعيش مرحلة مهينة للانسان لأنّ معظم سياسيينا لا يرون الجائع الا اذا كان ناخبا ..ولا يعرفون شعبهم الا إذا كانوا خطباء فيه …ولأنّ معظم نخبنا يمارسون العادة السرية في تحالفاتهم بدعوى الديموقراطية وحقوق الانسان والحرية … موش كثر الهمّ يبكّي ؟؟…
لجميعهم اهديهم هذه المقولة و مرّة اخرى لاحد عظماء التاريخ المهاتما غاندي وهو يقول: سبعة اشياء تدمّر الانسان
1 السياسة بلا مبادئ
2 المتعة بلا ضمير
3 الثروة بلا عمل
4 المعرفة بلا قيم
5 التجارة بلا اخلاق
6 العلم بلا انسانية
7 العبادة بلا تضحية …
يااااااااه اكاد اجزم بأنّ غاندي تونسي لحما ودما يتحدّث عن تونسه، موش هذي تونس اليوم ؟؟ …