مر هذا العام مكسورا مثل تراتيل الصباحات الحزينة بكل المدن التونسية الجريحة…
مر و هو يلبس نظارات حتى لا يرى ما يحدث في هذا البلد غصة و قلقا و ٱنشغالا…
مر و ترك زعماء الأحزاب يحللونه و يفسرون أبعاده و تطور أفكارهم و ريادتها..
يقولون ذلك بوقاحة مذهلة !
عشر سنوات و نحن نسلق كالفئران الجريحة في داموس مخابر النواب الذين يتوالون على القبض بإحكام على عنق هذا البلد المريض…
عشر سنوات و الأسامي هي…هي !
عشر سنوات و العالم يتطور و الإخراج يتطور و التصوير يتطور و الأفكار تتطور و المشاكل أيضا..
تتطور في كل الدنيا إلا مشاكل الماسكين بقبضة من حديد على جغرافيا هذا البلد اليتيم…
عشر سنوات و عباقرة الساسة في مدرسة المشاغبين يخرجون ألسنتهم لكل الأفكار و الحلول التي يضعها المواطن أمام عتبات منازلهم …!
هذا هو وضعنا سيداتي.. آنساتي.. سادتي !
فكم يجب من الكلام و الجرائد و الصحف و الكتب و الدوريات و الأكشاك و المكتبات حتى يعود الوطن الى وطنه ؟!
تجد نفسك اليوم و فجأة حبة من عناقيد الفرح الخاوي و حلقة من سلسلة الخلفاء المزيفين و لوحة ممزقة في متحف الشمع ل”مدام توسو” !
تجد نفسك فجأة مقبلا على الحماقات و كأنها قدرك الحتمي وتضحك لتكرارها و كأنها نكته تسمعها لأول مرة !
اليوم – و بفضل الأحزاب – تعرف بأن للنواب مؤخر صداق و نفقة تدفع لهم إذا كان الطلاق مكرها أو مبكراً…
اليوم – و بفضل الأحزاب – تعرف بأن رئيس الحزب هو الذي ينتدب النواب و يقيّمهم و يقبلهم أو يلفظهم بفضل توجيه جيرانه و رضاء الوالدين !
اليوم – و بفضل المشهد السياسي الجديد- تعرف بأن للنواب الحق في طرد الشعوب من أراضيهم و فصل المشاغبين و إطفاء الأضواء قبل نهاية المشهد…
اليوم – و بفضل عباقرة السياسة في بلدي- صار النائب فاعلا في البورصة و في سوق الأوراق النقدية، تقع عليه مسؤولية الانقلاب الاقتصادي و الإعلامي بعدما كان عضوا في نقابة الحلاقين..!!!