جور نار

كلمات لنوّارتنا في المونديال … عصام الشوالي !

نشرت

في

ونحن على ابواب نزول الستار على فعاليات كأس العالم قطر 22 اذا كان لنا كتونسيين ان نفخر في كأس العالم بقطر، فبعد فخرنا الكبير لانجاز المغرب التاريخي ويا كاتب التاريخ لا تغلق الصفحات … فانا ارى الفخر في التالّق المتجدّد لاعلامي اراه كما رآه العديد من عشّاق الكرة ومن مشاهير المحلّلين العرب، نوّارة التعليق الكروي عربيّا …

<strong>عبد الكريم قطاطة<strong>

هو للتذكير ابن الثانية والخمسين عمرا ..دخل الميدان من بوّابة الاستحقاق بعد كاستينغ في اذاعة الشباب بتونس شارك فيه اكثر من 5 آلاف مترشّح فكان من ضمن الناجحين (ومن غير مزيّة حد) ثمّ كان له تدريجيا حضور في القناة 21 والقناة الوطنية ثم راديو تلفيزيون العرب واخيرا والى الان بالجزيرة الرياضية والتي تحوّلت فيما بعد الى بيين سبورت . ومنذ سنة 2005 تصدّر المرتبة الاولى في عمليات الاستفتاء كافضل معلّق رياضي عربي ومن يكون غير عصام الشوالي …..فلماذا عصام الشوالي بالذات؟؟

في تقديري المتواضع عصام هو افضل من يمثّل مجانين كرة القدم ..اي هو واحد منّا ..والاعلامي الذي يكون نائبا لبرلمان المجانين العرب في كرة القدم قدره ان ينجح بل ان يصبح معشوق الجماهير ..عاشق كرة القدم في الملعب لا يمكن ان يكون ذلك الذي ياخذ مكانه في المدرّجات ويتابع وهو (ينقّر بعض الڨليبات) او هو ذلك المحترم جدا لانّ بريستيجه لا يسمح له بهبلة تسجيل هدف لصالح فريقه ويشارك الاخرين تلك الصيحة الرهيبة (ويلياااااااااااااي !)…

صاحبنا الذي لا يحرّك ساكنا خاصة وهو في المقاعد الشرفية بملعب مّا مثل”روبو” (لا يتحرّك لا يتورّك)، هو تماما كذلك البورجوازي الذي يذهب للمسرح فقط ليهضم ما اكله في عشائه من موادّ دسمة وليراه البعض ويقولوا عنه شوف سي فلان يا سيدك طلع مثقف …وقد يستحقّ لذلك التواجد يوما ما عندما يترشح لانتخابات ما .. مادامت الانتخابات اصبحت سيركا للمهرجين واشباه المثقفين (هربنا من القطرة جينا تحت الميزاب) ….

اعود لهؤلاء العقلاء جدا في الملاعب ..متربّين برشة ..شيّطوا بالعقالة والنفاق هؤلاء بالنسبة لي في قمّة الغباء ..اذ كيف لانسان سويّ لا يصفّق ويصفّر ويبعث بالايتيكات الى الجحيم ويحرم نفسه من متعة التعبير عن المتعة … هؤلاء وعلى لسان الشوالي محاجتوش بيهم الشوالي ….الشوالي يصيح مثلنا ويقول ما نريد قوله (كم انت كبير يا ابن الخضراء !) في مباراة النجم الساحلي وانتصاره على الاهلي المصري في نهائي ابطال افريقيا . في القاهرة بالذات . وقوله في نهائي الكاف بين النادي الصفاقسي ومازمبي بعد تسجيل هدف الفوز للروج ـ في ميدان مازمبي بالذات ـ (فاليجتك ولنڨار يا مازمبي !) … وتعليقه لهدف البدري امام الاهلي ـ في نهائي اخر برادس ـ (اضرب يا بدري … اضرب يا بدري !) وضرب البدري .. وعبارة (ڨدمناهم !) كلّما سجّل فريق تونسي هدفا في مباراة هامة وفي اواخر توقيتها ..

مجانين وعشاق كرة القدم وحدهم من يعشقون صياح الشوالي الذي يلوم عليه البعض ..رغم انّه وفي ايّة مباراة وفي ايّة قارّة في الدنيا لن تجد معلّقا واحدا يكتفي بالاعلان عن هدف باسلوب وخشوع (انتقل الى رحمة الله تعالى) ..نعم الصياح نسبي ولكن هنالك مدارس في التعليق والصياح، وعصام ينتمي لمدرسة امريكا الجنوبية …راجعوا عبر الغوغل تعاليق الارجنتينيين والبرازيليين على مبارياتهم سواء في الكلاسيكوات او مع فرقهم الوطنية . وخاصّة مع بعضهم البعض ..موش صياح، بركاااااااان …..وقتها ستكتشفون انّ الشوالي يعزف على القرار ومن ذكرت يعزفون على الجواب ! …

قلّة اخرى تلوم على الشوالي كثرة الكلام لحدّ الثرثرة ..والثرثرة في مفهومها اللغوي هي كثرة الكلام من دون جدوى …وهذه مردودة على اصحابها تماما ..عصام ومن نقاط قوته انّه يمثّل تمثيلا رائعا السيّد غوغل في دنيا كرة القدم ..عصام هو واحد من افضل من يعدّ اعدادا جيّدا لكلّ مباراة ان لم يكن افضلهم ..في ايّة مباراة يقدّم لنا لوحة متكاملة وثريّة جدا لذلك الفريق ليس فقط للاعبيه الموجودين في القائمة ذلك اليوم، بل لكلّ اللاعبين الذين مروا على تاريخ ذلك الفريق، بل يتجاوز ذلك الى تاريخ بلده واشهر المحطات السياسية والاقتصادية والثقافية والاحداث الهامة التي عاشها والشخصيات المشهورة في ذلك البلد وفي كل الميادين ..فتتحوّل مباراة الكرة الى جولة معرفية ممتازة يتناول فيها عصام ما اعدّة لتلك المباراة ..ويختمها بـ (يا كاتب التاريخ لا تُغلق الصفحات) …

هو عاشق للترجّي محلّيا للريال اوروبيا وللبرازيل دوليا ..قد نختلف معه في عشقه ولكن ابدا ان لا نحترمه في خياراته … عصام في الاخير هو واحد من الفيراج الذي لا كرة عنده دون جنون ورقص وصياح وهيجوا لولاد هيجو _ ولذلك عشقه جماعة الفيراج وانا واحد منهم بل واعتبر انّ عشق الكرة الحقيقية لن تجدها الا في الفيراج ..وهو كذلك المجتهد دوما في عمله بحثا معرفيا اوّلا ثمّ بالتفرّد ببصمة شوّالية في اختياره المناسب للحدث المناسب بتعليق مناسب ومتميّز …

شكرا لنوّارة المونديال ..شكرا على المتعة يا سيّد المتعة

15 ديسمبر 2022 …

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version