تابعنا على

جلـ ... منار

كل الحياة عطاء … كل الحياة امتنان

نشرت

في

أعزائي القراء:

يحكى أن روحانيا مختصا في علاج الأرواح المضطربة Spiritual healer

كان يعيش على قمة جبل صخري، وفي يوم من الأيام احتج مرضاه: لماذا لاتعيش عند السفح، فتوفر علينا مشقة تسلق تلك الصخور؟

رد الروحاني:من ليس جاهزا ليتسلق الصخور ليس جاهزا لأن يشفى من جروحه الروحانية!

وفاء سلطان
<strong>وفاء سلطان<strong>

كذلك يحتج بعض قرائي على أن بعض البوستات طويل جدا، ويصعب عليهم قراءته.وأن بدوري أقول: من ليس جاهزا ليقرأ بوستا طويلا ليس جاهزا أن يتعلم منه!

مع بداية عام جديد سأستأنف نشر فصول جديدة من كتابي “دليلك إلى حياة مقدسة”،وعليه أعيد نشر آخر فصل كنت قد نشرته، لأذكركم بأنني انتهيت عند الحديث عن معنى العطاء وأهميته، وساستمر في الموضوع نفسه لعدة فصول لاحقة!شكرا من القلب لمتابعتكم

** ** ** **

إذا سألتني: كيف سأحلّق في عالم من الخير والوفرة؟

سأردّ بلا تردد، وبكثير من الثقة: على جناحي الإمتنان والعطاء!

يجب أن تكون ممتنّا لما بين يديك من خير، حتى ولو كان باقة بصل في ثلاجتك، وكلما امتننت كلما ازددتَ خيرا وازددتَ رغبة في العطاء…

حادثتان أذكرهما كما لو أنهما حدثتا البارحة، أذكرهما كلما واجهني موقف عليّ أن أمتن من خلاله، أو أن أعطي.

في بداية حياتي الأمريكية دعتني صديقة ايرانية إلى حفلة عيد الشكر التيي تتصدّرها عادة الديك الرومي.بعد الغداء، وددت أن أجامل زوج صديقتي عندما أعلن أنه مَن طبخ الديك، وأشكره من خلال بضع كلمات:(لقد سبق وتناولت الديك الرومي مرات لا تحصى، ولكن لم أذق طعما أطيب من هذا الديك. ماهي الطريقة التي تطبخه بها؟)

رد بعنجهية: سألني قبلك الكثيرون ورفضت أن أعطي طريقتي لأحد!

ظننته يمزح، فعاودت السؤال.أصر على موقفه: لا أعطيها لأحد!

بعد أكثر من خمس وعشرين عاما، ومنذ فترة ليست طويلة كنت في مجمع عزّاء،أعزي صديقة لي بوفاة والدها، وإذ بي وجها لوجه مع سعيد! لم أعرفه في البداية، إذ لم يبق منه إلا الخبث الذي يشع من عينيه.حاربته السنين حتى أنهكته وسلبته محاسن نفسه، قبل أن ينهكه التقدم في العمر… خسر زوجته وأولاده بعد الطلاق، وانتهى وحيدا يعد الملايين في حسابه البنكي، بينما يحترق قهرا من شدة الطمع والبخل!

هل تستطيع أن تتخيل مخلوقا يضِنّ عليك بطريقة تحضيره لوجبة طعام،بينما تغص بها الآلاف من كتب الطبخ في أمريكا؟ لم يكن طلبي إلا نوعا من الإمتنان والشكر، وكان أقل ما يعنيني أن أعرفها…

………

عام 2007 وقعت الحادثة الثانية.

كانت يومها أسعار البيوت في أمريكا قد تضاعفت ثلاث مرات في غضون سنوات قليلة… اشترت زميلة لي بيتا بسعر خيالي، ودعتنا إلى حفل الانتقال إليه… الحديقة الخلفية كبيرة جدا، وجزء كبير منها يغص بنباتات “قرن الغزال”.

عشرات القرون تشرئبّ بلونيها الجميلين الأخضر الغامق والفاتح… لقد رأيت أشكالا كثيرة لهذه النبة لكنني لم أر أجمل من هذا الشكل… تستطيع أن تدرك من خلال نظرة بسيطة أن الحديقة كانت مهملة، ولم يتم تشذيبها بطريقة دورية، ولذلك نمت القرون بشكل اعتباطي وكثيف.

في نهاية الزيارة التفتّ إلى زميلتي وطلبت بأدب أن آخذ قرنا منها لأُكاثره.ردت هي الأخرى بطريقة عنجهية: ليس الوقت مناسبا لقلع أي منها، سأعطيك واحدا في الخريف!!

مرّ أكثر من عشرة خريفا ولم أرها….لكن في الخريف الذي تلا لقائنا هذا، سقط سوق البناء في أمريكا وضرب القاع،فهبط سعر البيت إلى أقل من ثلث قيمته… خسرت ليلى بيتها، فاستولى عليه البنك وطارت معه القرون!!!

القضية هنا ليست قضية بخل وحسب، إنها قضية لؤم وخبث…إنها قضية أرواح خبيثة وشحيحة، تريد أن تحتكر الكون لها،فراحت تنشد المزيد ولا تعطي…

………

تحضرني هنا قصيدة “التينة الحمقاء” للشاعر إيليا أبو ماضي، التي وصف فيها شجرة تين توقفت عن الاخضرار والإثمار، كي لا يستمتع أحد بجمالها وثمارها، فقال على لسان الشجرة:

“بئس القضاء الذي في الأرض أوجدني….عندي الجمال وغيري عنده النظر

لأحبسنّ على نفسي عوارفها….فلا يبين لها في غيرها أثر

ولست مثمرة إلا على ثقة….إذ ليس يطرقني طير ولا بشر”

ولأنها يبست من شدة اللؤم، انهال الفلاح عليها بفأسه، وحوّلها إلى حزم من الحطب.

ثم يختم شاعرنا المبدع قصيدته ببيت القصيد:

“من ليس يسخو كما تسخو الحياة به……فإنه أحمق بالحرص ينتحر”

لقد انتحر سعيد انسانيّا، وانتحرت معه ليلى!!!

كلما حرصتَ على ماتملك شحّ وتلاشى، وشحّت معه روحك.بينما كلما قبلتَ أن تكون معبرا له، ومن ثم مصبّا كلما ازداد نبعك غزارة ودفقا! عندما يفتح الكون يده عليك أن تفتح يدك، وإلاّ سيشحّ ضخه، وكلما ازدادت يدك رحابة ازداد هو دفقا!

………

كما تعلمت من أخطاء غيري، تعلمت أيضا من أخطائي، إذ لم أكن منزّهة عنها.

كان لنا صديق سوري “بخيل” جدا جدا، وكنا نحن أصدقاؤه نروي طرائف عن بخله، ونجعله موضوع ثرثراتنا في أكثر اللقاءات…

عندما اشتريت بيتي الأول عام 1999، دعيت شلة من أصدقائي إلى حفلة الانتقال إليه … كالعادة في امريكا.جاؤوا محملين بالهدايا….دخل سليم وفي يده قِدر صغير بحجم فنجان الشاي، وفيه شجيرة صغيرة،طولها عدة سنتميترات.ناولني اياها وهو يقول: أعرفك تحبين النباتات، فاخترتها لك كهدية!

كانت حديقة البيت مهندسة بطريقة فنية للغاية، إذا كان البيت نموذجا مصمما ليكون دعاية لشركة البناء، ومما يطلقون عليهThe model لم يكن في الحديقة شبر من الفراغ كي أزرع فيه الشجيرة،

فرُحت استهزئ أمام الأصدقاء وأتمسخر معهم على هدية سليم، حتى نسيت مع الأيام ما فعلته بها.

بعد حوالي عامين حشرتُ نفسي داخل حرج من أحراج الحديقة، ورحت أقلّم بعض الأغصان، وأتخلص من كثافتها التي حجبت الكثير من الأزهار والورود. وإذ بي ألمح بين تلك الأحراج شجيرة صغيرة طولها أكثر من قدم، تبدو أوراقها جميلة جدا تلمع تحت أشعة الشمس، وكأنها مدهونة بالزيت.

أمعنت النظر فيها حتى تأكدت أنها شجيرة سليم…

بعد حوالي خمسة عشر عاما، اشرأبت تلك الشجرة حتى تجاوزت سقف الطابق الثاني، وغطت بغصونها الجميلة وظلالها الوافرة الحديقة الخلفية بكاملها.

عندما عرضنا البيت للبيع، دخل المشتري الجديد على الحديقة ووقف مذهولا أمام تلك الشجرة، ثم قال:هنا سأقضي معظم أيامي بعد أن أتقاعد. ستكون هذه الشجرة صديقتي!

بالمناسبة، بعنا البيت بمبلغ ثلاثين ألف دولارا زيادة عن السعر المطلوب، لأن الشاري تنافس مع ثلاثة عروض اخرى…وربّما كانت شجرة سليم “حبة البركة” التي كسبناها فوق الكعكة…

اليوم وكلما تذكرت سليم، أرسل له بطاقات حب وتيارات من طاقات ايجابية، وأتمنى له طول العمر وسعادته…..ثم أغطي وجهي خجلا منه ومن نفسي!!!

لقد تعلمت من تجربتي معه أن زيارة أي انسان هي أعظم هدية يقدمها لي،وخطوته داخل عتبتي هي جلّ ما يسعدني.

باختصار، كل إنسان يزورني يباركني…لا لأنني مكتفية ماديا، بل لأنني مشبعة روحانيا ومنتشية إنسانيا.وتعلمت أيضا أن أمتنّ لباقة بصل في ثلاجتي، فأنحني إجلالا وتقديرا لجهود الفلاح الذي زرعها وقطفها!

بناء على ذلك، غصّت ثلاجتي وعبقت حياتي بكل طيوبها….

أكمل القراءة
انقر للتعليق

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جلـ ... منار

موجات

نشرت

في

وفاء سلطان:

مضى على وجودي في أمريكا 36 سنة.

لم أدخل يوما مطعما إلا وتركت للنادلة بخشيشا يفرح قلبها وفوق تصورها.

وفاء سلطان

معظم الذين يخدمون بالمطاعم في أمريكا هم طلاب جامعات ليسدوا مصروفهم، فلقد اشتغل أولادي في المطاعم أثناء جامعاتهم وأعرف كم كان البخشيش هاما بالنسبة لهم.

إلا البارحة قررت أن لا أترك لها سنتا، لكن زوجي رفض القرار وقال كعادته: حرام!

(نعم هو ألطف مني في هكذا مواقف)

أوقح نادلة رأيتها في حياتي، تخبط الصحون على الطاولة وكأنها خرجت لتوها من معركة مع زوجة أبيها.

ضبطت أعصابي بشق الأنفس

لقد اعتدنا ان نفتح حديثا مع من يخدمنا في المطاعم حتى نعرف حياته من ألفها إلى يائها،

ولكن هذه النادلة لم تترك لنا مجالا لنقول: شكرا!

نحن نذهب إلى المطعم ليس من أجل الأكل فقط، بل لتغير الجو وتحسين النفسية، وعندما تقارب الفاتورة المائة دولار وتلقى هكذا معاملة تصاب بالإحباط

حسب رأيي خدمة الزبائن في أمريكا أفضل من أي بلد في العالم زرته، ولنفس السبب لم أحب دول أوروبا!

القاعدة العامة في أمريكا تقول: يجب أن تتعامل مع الزبون كما لو كان دوما على حق!

لو كانت ابنتي محلي لقالت: ماما ارجوكِ سامحيها، لا أحد يعرف كيف كان يومها

هذا صحيح، ولكن على من يشتغل في المرافق العامة وخصوصا المطاعم أن يكون لطيفا تحت أي ظرف!

الحياة لا تعاش إلا ببعض التنازلات، وعندما يتعلق الأمر بعملك يجب ان تتمتع ببعض القدرة على إخفاء آلامك الشخصية ولا تنقل طاقتك السلبية لغيرك!

طاقة كل إنسان تشدّ أو تحجب عنه رزقه، وذلك حسب طبيعتها

كنا ندفع على الأقل 20٪؜ من قيمة الفاتورة، لكن بعد تراشق بالنيران وشد شعر ترك لها زوجي مبلغا، وأنا أتمتم: يا خسارة

فالسلوك الذي يُكافأ يتكرر!

أكمل القراءة

جلـ ... منار

أناقة ما بعد السبعين

نشرت

في

وفاء سلطان:

في الثمانينات من عمرها.

أحنى الزمن ظهرها قليلا، لكن روحها مازالت تعانق السماء.

وفاء سلطان

التقينا في المكان المخصص لعربات التسويق على باب أحد المحلات.

وبينما هي تسحب عربتها التقت عيوننا فصبّحت علي.

رددت التحية، وتابعت: تبدين جميلة جدا، إذ من النادر أن ألتقي بامرأة بهذه الأناقة والترتيب!

فعلا الحياة الأمريكية العملية أنستنا الكثير من أصول الأناقة والتزين.

إلى حد ما، تعجبني هذه العفوية في أمريكا،

فلقد خففت عنا نحن النساء مهمة التبرج كل صباح، وزادت ثقتنا بأنفسنا.

لكن من ناحية أخرى، من الجميل أن نحافظ على أناقتنا ومظهرنا طالما لا نبالغ

نعم لا نبالغ، فلقد أصبحت الكثيرات من النساء اليوم نسخا متكررة من لعبة باربي:

قشرة من الخارج وفراغ من الداخل

المهم، أشرقت ابتسامتها حتى أضاءت وجهها المهندس بطريقة فنية غير مبتذلة، وقالت بعد أن وضعت يدها على كتفي:

حبيبتي كل سلوك تتقنينه عادة، فمتى تعلمتِ عادة تصبح طريقة حياة

ثم تابعت:

منذ سنوات مراهقتي لا أخرج من البيت حتى أتأكد من أنني أسر الناظر إليّ، فمظهرنا الخارجي يعطي الانطباع الأول

أكدت لها أنها فلسفتي كذلك، وتمنيت لها يوما جميلا

أكمل القراءة

جلـ ... منار

من عياش إلى السنوار… “دوري” الإرهاب الصهيوني

نشرت

في

صبحي حديدي:

اللجوء إلى منهجيات المقارنة يقتضي، بادئ ذي بدء ربما، اعتماد درجة الحدّ الأدنى من التكافؤ أو التناظر تارة، والتفاوت والتنافر تارة أخرى، بين مقارَن وآخر؛ الأمر الذي تتضاعف اشتراطاته، ومشاقّه استطراداً،

صبحي حديدي

إذا كانت المقارنات تخصّ البشر عموماً، وفي ميادين مثل الأخلاق والنفس والسياسة والعقيدة خاصة. فليس من اليسير، في يقين هذه السطور، وضع قياديي “حماس”، ممّن استهدفتهم آلة الإرهاب الإسرائيلية في مواقع شتى وسياقات زمنية وسياسية مختلفة، على محكّ تقييمٍ مقارَن واحد أو متماثل؛ حتى إذا كان تسويغ هذا الخيار ينطلق من مبدأ المساواة، ضمن معايير سياسية أو عسكرية أو إيديولوجية، إيجابية أو سلبية، متَّفق عليها أو محلّ اختلاف. وحتى، أيضاً وربما قبلئذ، إذا ارتكزت المقارنات على مسلّمة ابتدائية وناظمة تضعهم، أجمعين، في خانة مقاومي كيان استعماري عنصري استيطاني فاشي المكوّنات وأبارتيديّ المسارات.

ثمة، بذلك، مقادير متقاطعة عليا من التكافؤ في مصائر الاستهداف الإسرائيلي لأمثال يحيى عياش (المهندس) والشيخ أحمد ياسين وصلاح شحادة وعبد العزيز الرنتيسي وسعيد صيام وصالح العاروري وجميلة الشنطي وإسماعيل هنية ويحيى السنوار؛ وثمة أيضاً، وفي المقابل الموضوعي أو الضروري، مقادير متقاطعة دنيا من التباينات الناجمة أصلاً عن الوظائف والدلالات والمصائر. طرائق النَيْل من المهندس أو السنوار، ليست مثل اغتيال الشيخ ياسين (قعيد الشيخوخة) أو هنية (النائم في فراشه)، والفارق لا يخفى بصدد الآخرين.

غير منتفاة بالتالي، بل هي ضرورة سياسية ومبدئية، مسألة التشديد على قاسم مشترك أوّل هو إرهاب الدولة الإسرائيلي بوصفه شكل تنفيذ هذه الاغتيالات، وإرهاب الدولة الصهيوني بوصفه المضمون العقائدي الذي يحرّك الدوافع من قلب “فلسفة” عتيقة ترى في الفلسطينيّ تهديداً وجودياً في ذاته وبذاته. وأياً كانت تفاعلات الشكل مع المضمون فإنّ توحّش إرهاب الدولة يلجأ، دون إبطاء، إلى إخراج الجغرافيا من المعادلة: “المهندس” ابن سلفيت في الضفة الغربية، متساوٍ مع السنوار سليل مجدل عسقلان المحتلة سنة 1948، وكلا الفلسطينييَن في خانة واحدة مع محمد الزواري… التونسي!

وليس عجباً أنّ الليكودي أرييل شارون كان مهندس اغتيال الشيخ ياسين؛ و”حكيم” حزب العمل، شمعون بيريس، كان الآمر باغتيال عياش؛ والليكودي الثاني نتنياهو كان على رأس حكومة الاحتلال يوم استشهاد السنوار. وليس من باب العجائب أنّ الثلاثة كانوا مجرمي حرب بامتياز، كلٌّ على طريقته وأفانين إجرامه، وأنّ تكوين دولة الاحتلال ظلّ ينحطّ من هاوية عنصرية إلى أخرى فاشية.

والحال أنّ منهجيات المقارنة الكلاسيكية ذاتها قد تعيد إنتاج مواضعاتها المألوفة، بين ماضي 1996 وحاضر 2024، على أصعدة حاسمة تخصّ ما هو عميق ومحوري في معمار “حماس” السياسي والعسكري والعقائدي. ذلك لأنّ أغراض الاحتلال من وراء اغتيال “المهندس” انقلبت ضدّها حين أفقدت قيادات “حماس” بعض ذرائع الاعتدال، وانتظار استكمال الانتخابات بوصفها الاستحقاق السياسي الفلسطيني الأبرز في ذلك الطور، وأفسحت المجال أمام انعتاق الحرج الآخر الذي كان يكبّل فصائل عز الدين القسام ويشلّ عملياتها.
وليس استشهاد السنوار ببعيدٍ، اليوم، عن منطق تطوّر مماثل تُضاف إليه اعتبارات عديدة فرضتها سيرورات “طوفان الأقصى” وحرب الإبادة الإسرائيلية ضدّ قطاع غزّة؛ إذْ قد يقبل امرؤ أنّ غياب السنوار عن المشهد الميداني في قلب المعركة المفتوحة يمكن أن يوجع المقاومة، وقد يساجل امرؤ آخر بأنّ الغياب ذاته قد يكون عتبة الوثوب إلى مراحل انتقال ليست أقلّ استكمالاً لتلك التي دأب عليها القائد الغائب.

“دَوْري” إرهاب الدولة الصهيوني تتعاقب فصوله، إذن، ولكن ليس من دون تبدّلات تقلب السحر على الساحر الإسرائيلي؛ كأنْ يفوّت السنوار على الكيان فرصة “اقتناص” على شاكلة شيخ في كرسيّ متحرّك، أو قيادي نائم في فراش.

ـ عن “القدس العربي” ـ

أكمل القراءة

صن نار