تكبد المنتخب الوطني لكرة القدم مساء أمس الجمعة هزيمة مذلة أمام المنتخب السوري بنتيجة هدفين دون مقابل وذلك في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثانية لحساب كأس العرب للأمم “فيفا 2021”. يبدو هذا التقديم الكلاسيكي أمرا عاديا وغير ذي بال في كرة القدم التي تمنحك الفوز أحيانا والتعادل والهزيمة أحيانا أخرى، ولكن الأوضاع تتغير كليا حينما نعلم أن منتخبنا الذي تجرع أول هزيمة له في كأس العرب، وضع قدما خارج المسابقة وبات أكبر المهددين بالانسحاب المبكر والمدوي من مسابقة أجمع الملاحظون أنها من الوزن الخفيف وأن التأهل للدور الثاني فيها لا يحتاج إلى جهد كبير فإذا بنسور قرطاج إن جاز الحديث عن نسور في ملعب الخيمة ليلة السبت، يظهرون بأداء هزيل وبأخطاء بدائية جدا لم يفوت المنتخب السوري المغمور الفرصة لاستغلالها والخروج بانتصار أكثر من مستحق.
بدأ منتخبنا المباراة بأداء باهت وكأن اللاعبين دخلوا المواجهة وفي أذهانهم أنهم يستطيعون الفوز حتى بالمشي على المستطيل الأخضر لكن الصفعة الأولى جاءت مبكرا بهدف أول لسوريا بعد خطأ فادح من فرجاني ساسي ثم ارتماءة مضحكة و تدعو للسخرية من الحارس فاروق بن مصطفى. وزادت متاعب المنتخب في الشوط الأول بإقصاء محمد علي بن رمضان إثر تدخل بالمرفق على صاحب الهدف الاول لسوريا أوليفر كاس كاوو ولو أن الحكم كان قاسيا في اشهار الورقة الحمراء مباشرة وكان بإمكانه الاكتفاء باللون الأصفر.
المنتخب كرر نفس الأخطاء التي حصلت في بداية الشوط الأول واستقبلت شباكه هدفا ثانيا اكتفى فيه الحارس فاروق بن مصطفى والمدافعين بالفرجة. وأمام ضعف ردة فعل لاعبي المنتخب وعجز المدرب المنذر الكبير ومساعديه الثلاثة عن إيجاد الحلول، نجح المنتخب السوري دفاعا وهجوما في فرض هيمنته على المباراة والحفاظ على الأسبقية حتى النهائية ليحقق فوزا ثمينا ارتقى بفضله للمركز الثاني خلف الإمارات التي فازت على موريتانيا بهدف نظيف.
المنتخب الوطني قدم إحدى أسوأ مبارياته واستمر تذبذب نتائجه ومردوده في المباريات الأخيرة سواء في كأس العرب أو في تصفيات كأس العالم وهو ما يطرح أسئلة بالجملة حول أداء اللاعبين وخاصة تحضيرهم الذهني رغم أن المكتب الجامعي انتدب أخصائية في الإعداد الذهني تعنى بمعنويات زملاء سعد بقير ولكن يبدو أن تلك المعدّة هي بنفسها تحتاج إلى إعداد ذهني للاستفاقة من صفعة مباراة سوريا !
عموما وبعيدا عن نتيجة مباراة سوريا وتداعياتها وبعيدا عن تضاؤل حظوظ نسور قرطاج في التأهل للدور الثاني الذي يحتاج إلى الفوز على الإمارات أو التعادل مع هزيمة سوريا أمام موريتانيا، فإن منبهات الخطر اشتغلت بقوة أمام الإطار الفني واللاعبين والمكتب الجامعي ككل وذلك قبل أسابيع قليلة من انطلاق كأس أمم إفريقيا (الكامرون 2022) التي تؤكد المعلومات التي بحوزتنا أن المنتخب سيعرف فيها عديد التغييرات وعلى رأسها المدرب الأول منذر الكبير الذي بدأ يفقد طوق النجاة إلا إذا حصلت معجزة على الملاعب القطرية .