لايتموتيف (Leitmotiv)، هي كلمة تستعمل في الاعمال السمعية البصرية وتعني امّا صورة او جملة صوتية قد تكون موسيقية او صرخة او ضحكة ويعاد استعمالها مرّات عديدة طيلة الشريط وطبعا في بناء درامي مقصود ..
ولتقريبها لاذهانكم يكفي ان اشير الى واحد من اشهر افلام الويسترن الايطالية او ما يُعبّر عنه بالوسترن السباغيتي ..انه فيلم (حدث ذات مرّة في الغرب) ظهر سنة 1968 من اخراج سيرجيو ليوني ووضع موسيقاه الايطالي الآخر اينيو موريكوني.. شاركت فيه كوكبة من نجوم ذلك الزمن ويكفي ان نذكر منهم شارل برونسون ..هنري فوندا ..وكلوديا كاردينالي .. قصّة الفيلم اعتمدت على تقنية اللايتموتيف .. حيث وفي بداية الفيلم يقوم الشرير (هنري فوندا) بشنق احد خصومه بطريقة بشعة حيث يضع جسم خصمه واقفا على كتفي ولده الصغير (شارل برونسون) ويقف وبكلّ سادية متلذّذا تعب الابن الذي يهوى أخيرا على الأرض ليشنق اباه ..
وامام بكاء الولد المزعج يضع الشرير آلة هارمونيكا صغيرة الحجم ليصبح الصراخ مقطوعة موسيقية قصيرة وحزينة . وينصرف الشرير …هذه المقطوعة بآلة الهارمونيكا تصبح طوال الفيلم وحتى اخر لقطة منه “لايتموتيف” لتعلن عن مجيء الولد الصغير _شارل برونسون في كلّ لقطة يظهر فيها وينتهي الفيلم بانتقام شارل برونسون من الشرير هنري فوندا قاتل والده حيث بعد رميه بالرصاص يأخذ شارل برونسون آلة الهارمونيكا التي احتفظ بها طوال حياته ليضعها في فم الشرير وهو يصارع الموت في آخر لحظات عمره …
لان وقد قدمت لمحة عن معنى الليتموتيف طبعا لمن لا يعرفه، الاكيد اننا وفي باب اللايتموتيف نتذكّر جميعا عديد الشخصيات العامة وفي ميادين مختلفة اختصّت بجملة ما واصبحت لايتموتيفا خاصا بها … فبورقيبة رحمه الله عُرف بـ “فهمت الحاصل معناها” ..وسيدي احمد المغيربي رحمه الله عُرف بـ ‘سيدي خويا الطلعة بالراس عندها ثلاثانواع” ..ونفس الشيء عن التوزيعات او المحاصرات دائما سيدي خويا ولها ثلاثة تفسيرات . وذلك الذي قيل عنه سحّار في تعبيره السمج والذي يليق به “غرغر يا غراب” ..
كذلك بعد 14 جانفي اصبحت لايتموتيفات هاكة الجماعة امّا “تصريح اخرج من سياقه” … او “اوكة القضاء يمشي يشكي” …او “اذا عندو ريح يذرّي “18 .. او “يسقط يسقط الانقلاب” والقائمة طويلة .. وفي الجهة المقابلة لعلّ اشهر لايتموتيف “يا غنوشي يا سفاح يا قتال الارواح” . .
وماذا بعد 25 جويلية؟ لعلّي لا ابالغ عندما اقول انّ اشهر لايتموتيف هو “لا عودة الى الوراء” …. وفي تقديري هذا اللايتموتيف لاقى نجاحا باهرا عند ظهوره .. لانّ نسبة كبيرة من الشعب الكريم وبعد تجربة العشر سنوات المريرة بكلّ ما حدث فيها من مآس ونكبات، من غير المنطقي ان لا يصفّق لمثل هذه المواقف ..واصبحت عبارة لا عودة الى الوراء لايتموتيفا شهيرا لدى رئيس الدولة …ايه وبعد ؟؟
قبل 25 جويلية كان قطار الجماعة خارج السكّة وجاء يوم 25 جويلية ليقول لهم غالبية الشعب نهارا وقيس سعيّد ليلا مقولة اليمني علي صالح رحمه الله “فاتكم القطار” … وانتظرنا قطار تونس الذي وضعه رئيس الدولة على سكّة قراراته كي يسير بركب تونس نحو الافضل ..لكنّ هذا القطار كان من النوع الاومنيبوس.. اي يتوقف في كلّ المحطات ..واذا كان من الطبيعي ان يكون هذا القطار اومنيبوس ليتوقف في كلّ المحطات (اي قطاعات الدولة المعبوث بها) فانّ سرعة هذا القطار كانت بطيئة للغاية ..الى درجة اننا لم نعد نفكّر في “لا عودة للوراء” بقدر ما نفكّر في “لابدّ من المضي الى الامام” ..
هذا الامام الذي ينطوي على عديد المطبات لعلّ ابرزها في تقديري الشخصي غلاء المعيشة .. نعم وعلى عكس العديد اعتبر ملفّ قفّة المواطن ثمّ امنه ثمّ مراجعة منظومة التعليم والاعلام، اولويات للمضي بقطار تونس للامام ..وفي تامين هذه القطاعات سننعم حتما بتونس افضل .. البقية شعارات ولايتموتيفات لهواة الشعارات.